تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تداعيات زلزال "فولكسفاغن" مستمرة

مصدر الصورة
السفير

استمرت تداعيات الفضيحة المتعلقة بسيارات "فولكسفاغن" المزودة بمحركات الديزل، اليوم الخميس، اذ دعا الاتحاد الاوروبي الدول الاعضاء الى اجراء "تحقيقات على المستوى الوطني" في هذه القضية، بينما اعلن مصرف سويدي كبير مقاطعته لاسهم المجموعة الالمانية العملاقة.

وطلبت المفوضية الاوروبية من الدول الاعضاء في الاتحاد اجراء "التحقيقات اللازمة على المستوى الوطني" بعد الكشف عن غش لـ"فولكسفاغن" في اختبارات مكافحة التلوث.

وقالت في بيان انها "تدعو كل الدول الاعضاء الى اجراء التحقيقات اللازمة على المستوى الوطني وتقديم تقارير"، داعية الى "عدم التسامح مع الغش وتطبيق تشريعات الاتحاد الاوروبي بشكل صارم".

وعلى الاثر، اعلنت هيئة ترخيص السيارات البريطانية المنظمة للقطاع انها تتحقق من الامر مع شركات صناعة السيارات للتأكد من التزامها بالمعايير، وانها ستجري في اطار ذلك فحوصات مخبرية عند الضرورة وتقارنها مع الانبعاثات التي تصدرها السيارات على الطريق.

وشككت مجلة "اوتوبيلد" الاسبوعية التي تصدرها صحيفة "بيلد" في اداء شركة "بي ام دبليو"، مؤكدة ان احد موديلات سياراتها يتجاوز الحدود الاوروبية لانبعاثات الغاز.

وفي المانيا، التي صدمها زلزال "فولكسفاغن"، تحدث اي معلومات وان كانت ضئيلة مفعول القنبلة. فقد سارعت "بي ام دبليو" الى نفي اي تلاعب واكدت انها تحترم المعايير المطبقة "في كل الدول". لكن هذا لم يمنع سهم الشركة من مواصلة تراجعه في البورصة.

أما سهم "فولكسفاغن" الذي خسر ثلث قيمته منذ مطلع الاسبوع، اي ان اكثر من عشرين مليار يورو من رأس المال في البورصة تبخرت، فكان اداؤه افضل وتقدم 2,42 في المئة ليصل الى 114,20 يورو. الا انه تراجع عن قمم الصباح بعد اعلان أكبر مصرف في شمال اوروبا "نورديا" وقف تعامله باسهم المجموعة.

وقال رئيس ادارة الاستثمارات المسؤولة في المصرف ساسيا بيسليك إن "هذا العمل او عدم التحرك من قبل الادارة فضيحة". وقد منع مدراء صناديق المجموعة من شراء أسهم او سندات صادرة عن "فولكسفاغن" لمدة ستة أشهر.

ومع ذلك، تأمل "فولكسفاغن" في بدء مرحلة جديدة مع استقالة رئيس مجلس ادارتها مارتن فينتركورن، الذي أكد انه لم يكن يعرف شيئا عن البرنامج المعلوماتي الذي زودت به 11 مليون سيارة في العالم ويساعد في تزوير نتائج اختبارات مكافحة التلوث.

وفي الوقت ذاته، اعلن وزير النقل الالماني انه تبين ان التلاعب يطال ايضا سيارات تم تسويقها في اوروبا.

وبعد فينتركورن، يبدو ان مسؤولين آخرين سيسقطون بحسب ما اكد عضو مجلس المراقبة اولاف ليس. وفي هذا الصدد، ذكرت مجلة "دير شبيغل" على موقعها الالكتروني اسماء مسؤول في "اودي"، احد الفروع الـ12 لـ"فولكسفاغن"، ورئيس التنمية في "فولكسفاغن" نفسها، وعضو في ادارة "بورشي" المتفرعة عن "فولكسفاغن" ايضا..

وفي السياق، قال ليس ان مجلس المراقبة سيعين اليوم رئيسا جديدا للمجموعة وسيناقش "كل بنية فولكسفاغن".

ومن المرشحين لهذا المنصب رئيس السيارات الرياضية ماتياس مولر (62 عاما) الذي يبدو انه الاوفر حظا، الى جانب هيربرت ديس القادم من "بي ام دبليو" وعين على رأس سيارات "فولكسفاغن" نظراً لنجاحه في خفض النفقات، ورئيس اودي روبرت شتادلر.

وفي الولايات المتحدة حيث بدأت الفضيحة الاسبوع الماضي، رفعت خلال ايام دعاوى جماعية ضد المجموعة، بينما تحدثت الصحف الاسبانية عن 500 الف سيارة سيات مزودة بمحركات مغشوشة.

والى جانب ادارة الازمة، سيكون على الرئيس الجديد لفولكسفاغن مراجعة استراتيجية مجموعة عملاقة باعت عشرة ملايين سيارة في 2014 ويبلغ رقم اعمالها 202 مليار يورو وتوظف 590 الف شخص، لكنها تدار بشكل مركزي حتى الآن.

وفي الصين، رأس حربة نمو المجموعة، تراجعت مبيعات "فولكسفاغن" بنسبة 5,9 في المئة منذ بداية العام، بينما لم تحقق المجموعة طموحاتها فعلياً في الولايات المتحدة. كل هذا الى جانب غياب السيارات ذات الكلفة الرخيصة في المجموعة والتأخر في انتاج السيارات الكهربائية.

وكان فينتركورن الذي يواجه انتقادات حادة وسيحصل على مبلغ قد يصل الى ستين مليون يورو بين التقاعد وتعويضات الاستقالة، ينوي اعادة تنظيم المجموعة لجعل القرارات غير مركزية. وباتت هذه المهمة تقع على عاتق شخص آخر.

وتشعر المانيا بالقلق على سمعتها. وقال فولكر كاودر النائب المحافظ القريب من المستشارة انجيلا ميركل "اخشى ان يكون كل قطاع السيارات تضرر".

وفي ايطاليا، اشار رئيس "اونيكريديت" جوزيبي فيتا الخبير في الشؤون الالمانية "إلى ضرر رهيب لحق بسمعة قطاع السيارات ويمكن ان يمتد الى كل قطاع الصناعة" في اول اقتصاد اوروبي.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.