تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

«فوستوك 2018»: الجيوش «الحمراء» تطلّ من الشرق..!!

مصدر الصورة
الأخبار

تستعيد المنظومة العسكرية «الشرقية» عافيتها بعد الترهّل والتقادم الذي أصابها منذ السنوات الأخيرة قبل انهيار الاتحاد السوفياتي. موسكو الطليعية في مجال بناء المدرسة العسكرية الشرقية، بمواجهة المدرسة الغربية، عادت أيضاً لتؤدي دورها الطبيعي في تطوير المفاهيم العسكرية وتحديثها، فضلاً عن الأسلحة والتكتيكات القتالية الحديثة. من البوابة الروسية الشرقية، أطلَّ «الجيش الأحمر» الروسي على العالم، وإلى جانبه بضعة آلاف من ملايين جيش التحرير الشعبي الصيني، بالإضافة إلى فرقة من الجيش المنغولي، في أضخم مناورات عسكرية منذ 37 عاماً، باسم «فوستوك 2018» (الشرق 2018).

وأفاد تقرير مطوّل في صحيفة الأخبار: يظهر أن مرحلة جديدة من التنسيق العسكري «الروسي - الصيني» تتبلور في الفترة الحالية. لا يمكن القول حتى الآن إنها اتفاق كامل أو «تحالف» عسكري. وقد ركّزت المناورات، في جزء منها، على ما يُعرف بـ«التنسيق البيني»، وهو التنسيق بين قوتين منفصلتين، ضمن معركة واحدة، وهذا ما اكتسبه الروس من التجربة السورية. لذا، يمكن القول إن مرحلة الأنشطة العسكرية الصينية ــ الروسية السابقة، التي كانت رمزية وإعلامية، قد انتهت. ويقف حلف «الناتو» موقف «الراصد» القلِق لما يجري في المناورات العلنية. بالطبع، هو رفع من نسبة جاهزية قواته على الحدود مع روسيا، وأعلن مراراً أن قواته تقوم بمهماتها الكاملة، وهي جاهزة لأي «حادث». إلا أنه لا تخوّف مباشراً من المناورات. يرجع هذا، في جزء كبير منه، إلى حقيقة أن مسرح المناورات، أي «فوستوك»، هو في أقصى شرق سيبيريا، لذلك لا تبرز المخاوف نفسها التي شعرت بها دول «الناتو» العام الماضي مثلاً، في الوقت الذي جرت فيه مناورة «زاباد 2017» في بيلاروسيا؛ إذ كانت، على رغم صغرها، قريبة من دول شمال الأطلسي، وبالتالي اعتبرتها خطراً مباشراً. وفيما تصرّ موسكو على أن المناورات «مقرّرة منذ وقت طويل، وهي دفاعية بحتة» (المناورات جرى التحضير لها منذ ربيع 2018)، قال حلف شمال الأطلسي إنها تحاكي «نزاعاً واسع النطاق». ومن ضمن ما يُقلق دول «الناتو»، استخدام وحدات الحرب الإلكترونية الروسية في المناورات الخبرة المكتسبة في سورية؛ إذ جُرّبت منظومتا «Silok» و«p-330 jitel» المضادّتان للطائرات المسيّرة. كذلك فإن من ضمن ما يُقلق الغرب نظام الصواريخ المتنقلة عبر الطرق والسكك الحديدية، والقادر أيضاً على حمل العديد من الرؤوس الحربية التقليدية، بما في ذلك المتفجّرات الشديدة، ومخترِقات الأرض، وغيرها، وذلك بسرعة وانتظام، ما يشكّل قدرة على دعم الجبهات بسرعة، وتجاوزاً لعوائق البعد الجغرافي.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.