تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: «حرب النفط» في تصاعد... والضمانات الأوروبية على طاولة فيينا اليوم..؟!

مصدر الصورة
sns

أكدت طهران جدية التهديد بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة النفطية. تهديد ردت عليه واشنطن بموقف باهت اكتفى بالحديث عن «ضمان حرية الملاحة». وفي ظل «حرب النفط» التي تخوضها واشنطن، صعّد الرئيس ترامب، من مطالبه بتخفيض الأسعار. بموازاة ذلك، تتجه الأنظار اليوم إلى فيينا، حيث يُعقد اجتماع حاسم لوزراء خارجية الدول الموقعة على الاتفاق النووي. وأوضحت صحيفة الأخبار أنه وبعد التلميح، خرج التصريح على لسان قائد الحرس الثوري الإيراني، الجنرال محمد علي جعفري، أمس، بالقول: «نأمل أن تُنفَّذ هذه الخطة التي تحدث عنها رئيسنا إذا اقتضت الضرورة... سنجعل العدو يدرك أنه إما أن يستخدم الجميع مضيق هرمز أو لا أحد». إذن، لا تأويلات ولا تراجع عن موقف الرئيس روحاني، بوضع إغلاق مضيق هرمز أمام التجارة النفطية موضع الرد على سعي الولايات المتحدة إلى خنق إيران اقتصادياً ومنعها من تصدير نفطها. كلام جعفري جاء برغم محاولات برلمانيين إيرانيين نفي تفسير تلميحات روحاني بأنها تهديد بإغلاق المضيق، وأكد في الوقت نفسه التنسيق الكبير بين المؤسسات الإيرانية والتيارات السياسية على موقف تصعيدي يترافق وزيارة روحاني الأوروبية، ويسبق اجتماع فيينا النووي، بموازاة التحرك الأميركي مع الخليجيين لزيادة الإنتاج النفطي.

ورداً على تلويح طهران بورقة مضيق هرمز، أهم ممر ملاحي لنقل النفط في العالم، أعلنت القيادة المركزية الأميركية، على لسان المتحدث باسمها الكابتن بيل أوربن، أن القوات البحرية الأميركية مستعدة «لضمان حرية الملاحة وحركة التجارة حيثما يسمح القانون الدولي». وبعبارات عامة خلت من التفصيل أو التصعيد في اللهجة، رد المتحدث العسكري الأميركي على سؤال لـ«رويترز» بالقول إن بلاده «وشركاءها يوفرون ويعززون الأمن والاستقرار في المنطقة».

وأضافت ألأخبار، أنه وسط كل الضغوط الاقتصادية والسياسية ضد إيران واقتصادها، خرج الرئيس ترامب، أمس، ليدعو منتجي النفط في «أوبك» إلى خفض الأسعار، على رغم تناقض مطلبه مع مساعي محاصرة النفط الإيراني. وفي تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وجه ترامب إهانة وتهديداً مبطّنَين لكل من السعودية والإمارات، بالقول: «هم يدفعون الأسعار للارتفاع، بينما الولايات المتحدة تدافع عن الكثير من أعضائها (أوبك) مقابل القليل جداً من الدولارات. هذا يجب أن يكون طريقاً في اتجاهين. خفضوا الأسعار الآن!». تغريدة ترامب بدت تشديداً على أبو ظبي والرياض لسرعة الانصياع إلى مطلب رفع الإنتاج، وتحقيق الالتزام الكامل بالعملية. وعلى الفور، أبلغت السعودية، أمس، منظمة «أوبك»، بحسب مصدر في المنظمة، أنها ضخت 10.488 ملايين برميل يومياً من النفط الخام في شهر حزيران، أي بزيادة عن شهر أيار  تقدّر بحوالي 458 ألف برميل يومياً.

وعلى خط الاتفاق النووي الإيراني، تلقى روحاني، أمس، اتصالاً هاتفياً من نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عشية اجتماع وزراء خارجية الاتفاق في فيينا. ووفق وكالة الأنباء الإيرانية، وعلى رغم «الإيجابية» التي يوحي بها اتصال ماكرون عشية الاجتماع، فإن روحاني أبلغ ماكرون أن رزمة المقترحات الأوروبية بشأن استمرار التعاون الأوروبي ـــ الإيراني في الاتفاق النووي بعد انسحاب واشنطن «لا تتضمن جميع مطالبنا». وأعرب روحاني لماكرون عن أمله بأن تتمكن مفاوضات فيينا اليوم «من توفير مطالب إيران لاستمرار التعاون في الاتفاق النووي».

وتحت عنوان: الاحتجاجات الإيرانية والدروس الغائبة، رأى د. محمد السعيد إدريس في  الخليج الإماراتية، أنه عندما تتجدد الاضطرابات والتظاهرات الشعبية في طهران، وتمتد إلى العديد من المدن الإيرانية الكبرى، بعد أقل من ستة أشهر من حدوث انتفاضة شعبية كبرى نجحت في أن تهز النظام الحاكم في إيران، فإن هذا يدحض بقوة كل المزاعم الحكومية الإيرانية بأن هذه الاحتجاجات والتظاهرات هي محض «مؤامرة خارجية»، أو أنها، كما قال الرئيس روحاني «ترجع لأدوار مشبوهة يقوم بها الإعلام الخارجي المعادي». وتابع الكاتب: هناك تحريض خارجي، ربما، لكن القضية التي يعجز النظام الإيراني عن إخفائها هي عجزه عن مواجهة هذه التحديات. هذا العجز عن معالجة أسباب خروج الاحتجاجات التي تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية ومحاربة الفساد، قد يؤدي، مع تراكم الأحداث، إلى توفير أرضية معارضة قوية حقيقية لديها العزم على إسقاط النظام. الإيرانيون يحتجون على إعطاء النظام الأولوية للأمن الداخلي، عبر الإسراف في التدخل بالشؤون الداخلية لدول الجوار، بدلاً من إعطاء الأولوية لتحسين العلاقات مع هذا الجوار، وخاصة الجوار العربي. قد يؤدي تمادي النظام في ممارساته الخاطئة إلى تفاعل تاريخي بين النخب والشعب، تؤدي إلى تخليق معارضة داخلية جادة وقوية يكون بمقدورها فعلاً إسقاط النظام، وهذا هو الدرس الذي ما زال غائباً عن النظام الإيراني وقياداته.

ورأت افتتاحية القدس العربي: إغلاق إيران لمضيق هرمز: خيار شمشون؟ أنّ التصريحات الإيرانية، تكشف بوضوح، عن موقفين؛ الأول يحاول استخدام التهديدات ضمن سياق سياسيّ محدّد لإظهار مظلومية إيرانية في مواجهة قوّة كبرى مستقوية وظالمة، وحلفاء إقليميين «متآمرين»، والثاني متحمّس لتحويل التهديد إلى واقع فعليّ يعكس القوّة الإيرانية العسكرية الضاربة في اليمن والعراق وسورية ولبنان، ولا مانع منطقي لديه في توسيع المعركة الكبرى ضد السعودية وحلفائها في الخليج. وأضافت الصحيفة: لو تم تطبيق العقوبات الاقتصادية القاسية ضد إيران وتراجع إنتاجها للنفط إلى حدود الخطر فإن العلاقة بين هذين الاتجاهين ضمن إيران ستتأثر سلباً، واستنادا إلى تجارب تاريخية مماثلة، فالأغلب أن تيار الحرس الثوري والأجهزة الأمنية سيتصلّب وقد يصعد إلى واجهة القرار، وعندها، سيعلو أيضاً خيار شمشون الشهير، الذي عبّر عنه رئيس الحرس الثوري بالقول إنه إذا لم تستطع إيران بيع نفطها بسبب الضغوط الأمريكية «فلن يسمح لأي دولة أخرى في المنطقة بذلك»، أو بعبارة أخرى: عليّ وعلى أعدائي يا رب!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.