تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: نصر الله: السعودية أعلنت الحرب على لبنان وطلبت من إسرائيل ضربه.. عون وجنبلاط يطالبان بعودة الحريري..؟!!

مصدر الصورة
sns

أكد السيد حسن نصرالله​، أن لديه معلومات بأن السعودية طلبت من إسرائيل ضرب لبنان، معتبرا ذلك إعلان حرب من المملكة على الحزب ولبنان. وقال نصرالله في كلمة له في ذكرى أربعينية الإمام الحسين ويوم شهيد "حزب الله"، أنه "منذ يوم السبت الماضي، تم إدخال لبنان في أزمة سياسية ووضع لبنان أمام مرحلة جديدة ومهمة، وخطورتها تتوقف على كيفية تصرف اللبنانيين". واعتبر أن "ما تقوم به السعودية تدخل علني غير مسبوق لإجبار الحريري على الاستقالة، مشيرا إلى أن "الحريري محتجز في السعودية وممنوع من العودة إلى لبنان، وهناك محاولة لشطبه من زعامته لتيار المستقبل".

ورأى السيد نصرالله أن السعودية استدعت الحريري بدون معاونيه ومستشاريه ليجبر على تلاوة بيان الاستقالة، مضيفا أنها تحاول فرض رئيس حكومة جديد على رئيس ​الجمهورية​ واللبنانيين جميعا. وشدد نصر الله على أن استقالة الحريري المعلنة غير دستورية ولا قانونية لأنه وقعها تحت الإجبار، مشيرا إلى أن إهانة رئيس الحكومة اللبنانية بهذه الطريقة هي إهانة لكل لبناني، وطالب بعودة الحريري إلى لبنان. وحول احتمال شن إسرائيل لحرب جديدة على لبنان قال: "نستبعد الحرب الإسرائيلية على لبنان، لأن إسرائيل تعرف تكلفة الحرب معنا، لكن لا نستطيع أن نجزم في ذلك، ومما يزيد هذا الاستبعاد هو أن إسرائيل أمام فرصة لتصفية حزب الله ولبنان دون الذهاب إلى حرب وتحمل تكلفة الحرب"، وفقاً لروسيا اليوم.

وكان الرئيس ميشال عون قد قال أمس إنه لا يمكن البت باستقالة الحريري قبل عودته إلى لبنان والتأكد من أسبابها، معبرا عن قلقه مما يتردد عن الظروف المحيطة بوضع الحريري. كما أكد عون خلال استقباله القائم بالأعمال السعودي وليد بخاري في بيروت أمس، أنه "من غير المقبول الطريقة التي حصلت فيها استقالة الرئيس سعد الحريري"، مطالبا "بعودة الرئيس الحريري إلى لبنان". وكان عون قد استكمل تحركه لاسترجاع الحريري بلقاء، أمس، مع سفراء دول مجموعة الدعم من أجل لبنان في مجلس الأمن. وأعاد عون التأكيد أمام السفراء أنّ بتّ الاستقالة ينتظر عودة الحريري وفهم الاسباب التي دفعته إلى إعلانها. وقال عون للسفراء إن «لبنان سينتظر أسبوعاً لحل الأزمة بعودة الحريري وعائلته. وفي حال لم يعد، فإن لبنان سيرفع من مستوى ضغوطه، وسيتوجه إلى المجتمع الدولي». وسأل أحد السفراء عون عمّا إذا كان المقصود هو تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، فردّ عون بالقول: كل الخيارات متاحة». ويقول مصدر مُقرّب من الرئيس إنّ هناك «تعاطفاً من السفراء الغربيين مع موقف لبنان، وهم يحاولون ممارسة الضغوط مع بلدانهم، وقد تجلّى ذلك في مواقف وزراء خارجيتهم».

بدوره، انتقد وليد جنبلاط، معاملة السعودية للبنان، مشيرا إلى أن بلاده لا تستحق​ اتهام ​السعودية​ لها بإعلان الحرب عليها. وقال: "من المحزن حقّا أن تعامل السعودية لبنان على هذا النحو بعد أن كنّا أصدقاء لعقود". وفي وقت سابق أمس، كتب جنبلاط في تغريدة أنه حان الوقت لعودة سعد الحريري، مضيفا أنه لا بديل عنه.

وفيما استقبل الحريري في محل إقامته بالرياض سفيري روسيا الاتحادية وإيطاليا لدى السعودية في لقائين منفصلين، قال ممثل الأمم المتحدة: إن "مجموعة الدعم الدولية تؤيد موقف الرئيس عون وتدعم سيادة واستقلال لبنان"، مشددا على استعداد مجموعة الدعم للمساعدة في إيجاد حلول للأزمة الراهنة في لبنان.

وعنونت الحياة: «استنفار» دولي لتطويق أزمة إستقالة الحريري. وطبقاً للصحيفة، غلب الجانب الخارجي من أزمة استقالة الحريري، على الجانب الداخلي أمس، إن على صعيد المشاورات التي أجراها الرئيس عون مع سفراء الدول الأعضاء في «مجموعة الدعم الدولية للبنان» والسفراء العرب، مبدياً «قلقه على الظروف التي تحيط بوضع الحريري» كما أعلن مكتبه الإعلامي، أو على صعيد الاتصالات خارج لبنان. وأعلنت الرئاسة الفرنسية إثر لقاء الرئيس إيمانويل ماكرون ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مطار الرياض، أول من أمس، أنهما «تناولا مطولاً أهمية حماية استقرار المنطقة ومكافحة الإرهاب والعمل من أجل السلام».

وأوضح بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية، أنهما تناولا «الوضع في لبنان بعد استقالة الرئيس الحريري. وأشار الرئيس ماكرون إلى الأهمية التي توليها فرنسا لاستقرار لبنان وأمنه وسيادته ووحدة أراضيه، كما أنهما أثارا ملفات إقليمية أخرى منها اليمن».

وقالت مصادر فرنسية مطلعة على اللقاء، إن ماكرون قال لولي العهد إن «ما من شيء يمكن أن يكون خطيراً بمقدار المسّ باستقرار لبنان». وأثار الرئيس ماكرون موضوع استقالة الحريري في آخر اللقاء، حين كان في خلوة مع ولي العهد. وتناول ولي العهد مع الرئيس الفرنسي «كل ما تقوم به إيران لزعزعة استقرار المنطقة وأعمالها التخريبية حيال السعودية». وقال ماكرون لولي العهد، إن «السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة شريكتا فرنسا في المنطقة» وإنه سيزور في موعد لاحق إيران «للتحاور مع مسؤوليها حول الخلاف العميق بين فرنسا وشركائها مع سياسات إيران في المنطقة». وأوفد ماكرون نائب كبير مستشاريه أورليان شوفالييه إلى بيروت، حيث عقد سلسلة اجتماعات مع عدد من المسؤولين والقادة السياسيين. وقالت مصادر رسمية إنه نقل إلى الجانب اللبناني أجواء زيارة ماكرون إلى السعودية. وأصدرت الخارجية الفرنسية بياناً أكدت فيه أن فرنسا «تأمل بأن يكون الحريري قادراً على حرية الحركة بالكامل، وأن يكون قادراً على لعب الدور السياسي العائد إليه في لبنان».

وأفادت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني بأن الاستقالة المفاجئة لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، عرّضت التقدمات السياسية التي حققها لبنان في السنوات الماضية للخطر، ما قد يجدد الضغوط على الاقتصاد والنظام المالي. لكن «فيتش» لم تخفض تصنيف لبنان من «B-Stable»، وهو تصنيف يعكس على أي حال «ضعف التمويل العام، ومخاطر سياسية وأمنية مرتفعة، وأداءً اقتصادياً ضعيفاً».

وكتب نقولا ناصيف في الأخبار: من السبت الاول 4 تشرين الثاني الى السبت الثاني اليوم، أضحت الحقائق اكثر وضوحاً. من مناقشة استقالة مفاجئة لرئيس الحكومة من الرياض ومبرراتها، الى اعتقاد جازم بأن الرجل اقرب ما يكون الى معتقَل؛ على مر الايام السبعة امكن اجتياز ثلاثة قطوعات متلازمة منذ الاعلان عن الاستقالة واثارة الغبار من حول مضمونها والاتهامات المساقة الى حزب الله، كما لو ان ثمة مَن يدفع البلاد الى انفجار: أمني ونقدي وسياسي. وتابع الكاتب: إن مظلة الاجماع الوطني على عودة الحريري الى بيروت، وتالياً الاجماع على الرجل زعيماً سياسياً ورئيساً للحكومة على نحو لم يُعطَ اياه في انتخابات 2005 و2009 وكان جزءاً لا يتجزأ من الانقسام الداخلي، تضاعف من وطأة مخاوف وهواجس واخطار لا تقتصر على قلق ابداه المسؤولون الرسميون على حياته فحسب في ظل استمرار احتجازه، بل تطاول الوضع الداخلي برمته، وتحديداً تحضيره لعمل امني ينجم عن اغتيال يتوخى تحريك احد الشارعين الشيعي او السنّي او كليهما في آن، بما يقود البلاد الى شفير انفجار.

وكتب ابراهيم الأمين في صحيفة الأخبار: لم يكتفِ السعوديون بإهمال كل المطالب اللبنانية والعربية والدولية بإطلاق سعد الحريري، بل بدأوا حملة جديدة لفرض بهاء الحريري زعيماً بديلاً. ويبدو أن وسيلة الضغط المركزية انتقلت من محاولة إقناع العائلة وتيار «المستقبل» الى العمل على جزء من الجمهور، بالتزامن مع العمل على إحداث شرخ داخل الفريق السياسي للرئيس الحريري، سواء على صعيد الكتلة النيابية أو على صعيد القيادات السياسية والناشطين، وصولاً الى المجال الاعلامي. وبقي وزير الحرب السعودي على لبنان ثامر السبهان في حالة استنفار وتواصل مع عدد كبير من الشخصيات اللبنانية، بمعاونة القائم بالاعمال السعودي في بيروت وليد البخاري الذي باشر في الساعات الـ36 الماضية بتوجيه دعوات لشخصيات وجموع من المناطق لزيارة السفارة في بيروت ومبايعة المملكة وخياراتها، فيما ينشط الوزير أشرف ريفي وقيادات من «أيتام 14 آذار» لخلق مناسبة لتحرك شبابي أو شعبي في بيروت.

وأضاف الكاتب أنّ الاستياء السعودي من مواقف رئيس الجمهورية وبقية القيادات الرسمية، فاقمه الفشل في إحداث خرق حقيقي في صفوف تيار «المستقبل» نفسه، رغم أن بعض المعترضين على سياسة الحريري (كالرئيس فؤاد السنيورة والنائب أحمد فتفت) حاولوا في الايام الاولى للإقالة إلقاء اللوم على نادر الحريري والوزيرين نهاد المشنوق وغطاس خوري، باعتبارهم أسهموا في وضع أساس التسوية السياسية. وكشفت مصادر مطلعة أن السنيورة عاد وأكد التزامه الرأي الراجح في التيار بإعطاء الاولوية لعودة الحريري الى بيروت، بعدما حاول ليل أول من أمس التنصّل من البيان الذي تلاه عقب اجتماع الكتلة النيابية والمكتب السياسي للتيار.

ويبدو أن أكثر ما يقلق تيار «المستقبل» هو الدور الذي تلعبه «القوات اللبنانية»، إذ يتّهم مستقبليون جعجع بأنه قد يكون جزءاً من المؤامرة على الحريري، وأنه كان على علم بخطة استقالة الحكومة، وهو حاول فرض رأيه بالتعامل معها على أساس أنها ثابتة، ورفض المشاركة في الحملة التي تطالب بعودة الحريري فوراً الى لبنان. وقالت المصادر إن المؤسف «أن جعجع ينتقم من الحريري بينما مشكلته مع الرئيس عون والتيار الوطني الحر». وحذرت من خطورة السير خلف دعوات «القوات» الى خوض معركة سياسية من دون التوقف عند مصير الحريري. واستعرض الأمين أيضاً تفاصيل تدخل السبهان في الإعلام اللبناني

بدوره، كتب وفيق قانصوه في صحيفة الأخبار أيضاً: لاعتبارات الحفاظ على الأمن والاستقرار، واستيعاب الجنون السعودي، تواصل معظم الأطراف السياسية اعتماد سياسة التريث في البحث في استقالة رئيس الحكومة قبل إطلاق سراحه. ولاعتبارات مبدئية وأخلاقية وسياسية، لا يزال شركاء الحريري في التسوية متمسكين به حتى عودته «ليبنى على الشيء مقتضاه». وهي عودة ستحصل بعد أن يخضع الحريري لـ«الارادة السامية» ويأتي بنفسه لتقديم استقالته من الحياة السياسية. بعدها، سيكون الحريري وتيار المستقبل ــــ كما عرفناه حتى اليوم ــــ صفحة من الماضي، لتنطلق مرحلة جديدة. ولكن، على الأرجح، لن يُعطى السعوديون فرصة «تجويف العهد». الدعوة إلى انتخابات مبكّرة واحد من الخيارات المطروحة، وغياب رئيس حكومة تصريف الأعمال لن يوقف تسيير عجلة الدولة. الذهاب الى انتخابات في ظل الزلزال الذي سبّبته السعودية بين حلفائها لن يكون أحلى الخيارات بالنسبة اليهم. وبعد الانتخابات أمر واقع جديد تفرزه نتائج الصناديق، لا مصافحات المبايعة الصورية.

ورأت افتتاحية القدس العربي: سعد الحريري أسير خياراته السياسية، أنّ السعودية، وهي الدولة الراعية للحريري واتجاهه السياسي، استفظعت لقاء الحريري بولايتي ورأت، في التصريحات التي لحقته، إعلاناً إيرانيّاً واضحاً أن لبنان تحت سيطرتها، وأن الحريري لا يستطيع إلا أن يعترف بهذا الواقع إذا أراد الاستمرار في منصبه، وأن على رعاته السعوديين أن يتقبلوا هذه الهزيمة السياسية المكشوفة؛ السعودية ردّت باستدعاء الحريري، وحفلت تصريحاته المجلجلة من هناك بجمل لا تتّسق أبداً مع لقائه الدبلوماسي الناعم مع ولايتي. وأضافت الصحيفة: رغم كونه يحمل الجنسية السعودية، فإن فرضية احتجاز الحريري، بالطريقة التي احتجز بها الأمراء والمسؤولون السعوديون، تبدو صعبة الهضم، لكن الواضح أن ما حصل كان تعبيراً عن إجراء قسريّ، وأن الحريري تعرّض للزجر ولممارسات تضييق يريدان القول إن المصالح السعودية أهمّ من تسويات الحريري الداخلية.

وتابعت القدس: هناك اختلاف بين السعودية والحريري لكن اعتقاله مستبعد (وفي النهاية غير ممكن)، كما أن ابتعاده سياسيا عن السعودية مستبعد، لأنه لا يستطيع التموضع في إطار يختلف جذريا عن إطار سياسات الرياض في لبنان، كما لا يستطيع الوقوف مع «حزب الله» ضد الدولة الراعية له ماليّاً وسياسياً، فهذا انتحار سياسي وماليّا لا يستطيع الحريري دفع أكلافه، ومجرّد التفكير فيه سيجعله خارج المعادلات السياسية اللبنانية؛ الحريري، بهذا المعنى، محتجز بفعل سياساته التي لا يستطيع الخروج منها، أما الجغرافيا فتفاصيل.

وتساءل علي حيدر في تقريره في الأخبار: السعودية ــ إسرائيل: من سيقوم بالأعمال القذرة؟ وأوضح أنّ تحذير السفير الاسرائيلي السابق في واشنطن، دان شابيرو، من تورط إسرائيلي في مواجهة عسكرية مع حزب الله في لبنان، في هذه المرحلة التي يهدد فيها النظام السعودي لبنان حكومة وشعباً، لم يكن مجرد تخمين نظري، بل من موقع المطّلع الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع صنّاع القرار السياسي في تل أبيب وواشنطن. واستناداً الى إدراكه لمحدودية الخيارات العملانية أمام السعودية لفرض سياساتها على لبنان، يصبح لسؤاله، عمّا إذا كانت السعودية ستدفع إسرائيل الى شنّ حرب ضد حزب الله وايران، دلالات مغايرة.

ورأى شابيرو في مقالة في صحيفة «هآرتس»، بالانكليزية، أنه في ضوء صمود النظام السوري، يعمل النظام السعودي على نقل المعركة الى لبنان، مؤكداً أن القيادة السعودية «معنية بأن تقوم إسرائيل نيابة عنهم بالأعمال القذرة». وتابع أن السعودية تأمل أن تجبر استقالة الحريري حزب الله على مواجهة الانعكاسات السياسية والاقتصادية في لبنان، عبر خوض مواجهة عسكرية مع إسرائيل لتوحيد الجمهور اللبناني من حوله. ونبّه الى ضرورة «ألاّ تسمح إسرائيل للسعودية بأن تجرّها إلى مواجهة سابقة لأوانها». وهو ما يدفع الى التساؤل عمّا لدى شابيرو من معلومات أو عمّا استند اليه في هذا التحذير.

بدوره، لفت المعلق العسكري في «هآرتس»، عاموس هرئيل، الى أن السفير الاسرائيلي في واشنطن ليس الوحيد الذي يطرح سيناريو من هذا النوع. وأوضح أن دف زكهايم، الذي شغل مناصب رفيعة في البنتاغون في إدارتي ريغان وبوش، كتب في السياق نفسه هذا الأسبوع في مجلة «فورين بوليسي» عن التحالف بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وإسرائيل، ورأى أنه في ضوء ترابط الزعماء الثلاثة: ترامب ونتنياهو وبن سلمان، فإن جميع الاحتمالات مفتوحة. وكتب: «هؤلاء الثلاثة يخططون لشيء ما، وهذا يبدو كخطة للضغط على إيران». ورأى هرئيل أنه في حال كانت السعودية فعلاً تؤجّج النيران بين الأطراف عن عمد، فإن الأمر سيتحول الى خطر فعلي. وأعاد هذا المنسوب من الخطورة الى كون اسرائيل تتصرف حالياً في الشرق الاوسط ضمن ظروف حساسة للغاية. ورأى أن انتصار محور المقاومة في سورية، وبقاء الرئيس الاسد في منصبه، والوجود الروسي المتزايد في سورية، والنفوذ الكبير لإيران، أدى إلى إنتاج وضع جديد غير واضح.

في مقابل هذا الواقع، ترى رئاسة أركان الجيش الاسرائيلي أن هناك حاجة الى تحديد قواعد لعبة تحافظ على حرية التحرك العسكري لإسرائيل في الجبهة الشمالية. وتصرّ قيادة أركان الجيش على أن تستند كل عملية عسكرية الى استخبارات دقيقة والكثير من البحث والتفكير قبل الحصول على موافقة المستوى السياسي عليها، مشيرةً الى أن هذه الفترة هي الأكثر توتراً بالمقارنة مع التطورات التي حدثت خلال السنوات السبع الماضية.

في الوقت نفسه، رأى معلق الشؤون الأمنية في صحيفة معاريف يوسي ميلمان أنه للمرة الاولى منذ 40 عاماً إسرائيل هي المستفيدة الأساسية من الأحداث التي تحصل في لبنان من دون أن تكون متورطة فيها، حتى إنها لا تحاول التأثير فيها. وأكد أن إسرائيل تتابع عن كثب بكل الوسائل المتوافرة لديها ــ العلنية والسرية ــ الأزمة السياسية التي تحصل في الدولة، لكن ليس أكثر من ذلك. وهي تقوم بذلك من موقع المراقب المنتبه، وليس المتورط المشارك. ولفت ميلمان الى أنه لا يوجد في المؤسسة الامنية من يحلم بتغيير النظام السياسي في لبنان، كما حصل خلال 1982.

في السياق نفسه، شكّك معلق الشؤون العربية في «هآرتس»، تسافي برئيل، في نجاح المناورة السعودية التي سعت الى إثارة الاحتجاج الجماهيري الواسع من أجل ليّ ذراع حزب الله وإيران في لبنان. وتناول سلسلة الإخفاقات السعودية في مواجهة إيران في المنطقة، من العراق الذي باتت لإيران فيه مكانة قوية، الى سورية التي لم تعد السعودية قادرة سوى على تمويل بعض الميليشيات التي ترعاها، وحتى قطر التي فرضت عليها السعودية عقوبات شديدة، لم تخضع لها وعززت علاقاتها مع أيران.

ولفتت لور الخوري في الأخبار إلى أنّه لا حديث رسمياً في أنقرة عن التطورات الحاصلة في السعودية. أما الجو العام، بين بعض الباحثين والصحافيين، فهو شبه القناعة بإخفاق قيادة «العدالة والتنمية» بسياستها الخارجية، وهو ما يجعلها تقف صامتة وحائرة أمام أي تطور لافت يجري عند جيرانها في العالم العربي؛ فمن غير المألوف أن تلزم أنقرة «العدالة والتنمية» الصمت تجاه أزمات جيرانها في الشرق الأوسط؛ أما الآن، فتشاهد أنقرة بصمت ما يحصل، في الشأن الداخلي السعودي وعلى صعيد تدخل الرياض في الشأن اللبناني وما يعنيه ذلك من نزاع مع إيران. تراقب تطور الأحداث، في سابقة لا تشبه تهور أردوغان، فيما يوجد خشية في أنقرة، كما أشارت الكاتبة التركية في «دايلي صباح»، هلال كابلان، أن تصبح تركيا هدفاً «للمحور المناهض لإيران» أي «الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وإسرائيل»، بسبب «إغضابها للسعوديين بعد دعمها غير المشروط لقطر».

وربما حاولت أنقرة التريث حتى تتمكن من تقدير موقفها. وينبع ذلك من واقع إدراك القيادة التركية أنها باتت في مرحلة لا تستطيع فيها القيام بأي خطوة غير محسوبة، فإن أي تصرف غير واضح النتائج من شأنه أن يخسرها الكثير في الشرق الأوسط؛ فقدت السياسة الخارجية التركية قدرتها على التأقلم مع المستجدات المتسارعة في المنطقة، إضافة إلى فقدانها للمرونة الضرورية التي لا تجعل تركيا معرضة لخسارات كبيرة. تعاني الرؤية التركية للسياسة الخارجية أيضاً في هذه المرحلة من فقدان الإحساس بالأهمية، ممزوجاً بشعور بالإحباط والملامة تجاه كل من اعتمدت عليهم في العالم. من دون شك، تريد أنقرة أن تكون حاضرة، لكنها تحاول التريث بعد توصلها إلى نتيجة مفادها أنها لن تتحمل اليوم خسارة أي طرف. فقدت الترف، بعد دخولها المعقد والمليء بالعقبات في الحرب السورية، بالمضي قدماً بأيّ أجندة خاصة بها في المنطقة. ويبدو أن أنقرة تدرك أنها لا تستطيع أن تبحر بعيداً أكثر عن روسيا وإيران، لكنها غير قادرة أيضاً، في الأزمة الحالية، على أن تتخذ موقفاً تفضّل فيه طهران على الرياض؛ من هنا، إن الصمت بالنسبة إلى أنقرة، تجاه الأحداث الجارية اليوم، هو الخيار الأفضل، والذي يترجم بعدم رغبتها في كسب المزيد من الأعداد في كافة المحاور المتنازعة في المنطقة بعدما بات الخروج من سورية احتمالاً فيه الكثير من التدمير المعنوي. 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.