تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: التغيرات الحادة تطرق أبواب السعودية.. ماذا عن "سلاح ترامب السري".. ؟!

مصدر الصورة
sns

لليوم الثامن على التوالي، يشغل «زلزال» محمد بن سلمان المتابعين في السعودية والعالم. وفي حين يستمر وليّ العهد السعودي في احتجاز الأمراء من أبناء عمومته وعشرات الوزراء والنافذين، في فندق «ريتز كارلتون» في الرياض، يتواصل الكشف عن فصول من حملة ابن سلمان، التي رغم مفاجآتها الكبيرة يبدو أن جانباً منها لا يزال طيّ الكتمان. ونقلت وكالة «رويترز»، أمس، عن «مصدر مطّلع على الأحداث» لم تسمّه، أن نزلاء فندق «ريتز كارلتون» تلقّوا رسالة، السبت الماضي، جاء فيها: «بسبب حجز مفاجئ من السلطات المحلية يتطلب رفع مستوى الإجراءات الأمنية لن نتمكن من استضافة نزلاء... لحين استئناف العمليات الطبيعية». وروى المصدر أن حملة «التطهير» كانت قد بدأت قبيل هذا البلاغ، وقد جمعت قوات الأمن في خلال ساعات العشرات من نخب السياسة والأعمال في المملكة، أغلبهم يقطن في الرياض أو مدينة جدة. وأكد المصدر أن هؤلاء تم الإيقاع بهم بصورة «غادرة» من خلال تلقّي غالبيتهم دعوات لحضور اجتماعات، وجرى إلقاء القبض على البعض وهم في منازلهم، ومن ثم نقلوا جواً إلى الرياض أو إلى الـ«ريتز». وسمح للمحتجزين بإجراء اتصال هاتفي واحد ومقتضب بمنازلهم، لكن «لم يسمح لهم بتلقّي اتصالات هاتفية، وبقوا تحت حراسة أمنية مشددة. لم يتمكن أحد من الدخول أو الخروج... ومن الواضح أنه تم الاستعداد جيداً لذلك».

وأما عن أسباب الحملة، فبحسب المصدر، فإن نجل الملك فوجئ بوجود معارضة غير متوقعة لاعتلائه العرش. وقد قرّر محمد بن سلمان اتخاذ إجراءات ضد أفراد من الأسرة «عندما أدرك أن هناك من أقاربه من يعارض تنصيبه ملكاً أكثر ممّا كان يظن». ويؤكد المصدر أن مضمون رسالة ابن سلمان هو أن «على المترددين في تأييدهم أن يحذروا... الفكرة كلها وراء حملة مكافحة الفساد كانت تستهدف العائلة. أما الباقون فكانوا لتزيين الموقف».

وكان الكاتب البريطاني ديفيد هيرست قد نقل عن مصادر في الديوان الملكي السعودي أن حملة ابن سلمان تتّسع يوماً بعد يوم، ونطاقها يتجاوز بكثير عدد المعتقلين الذين أقرّت بهم السلطات، وقد وصل الرقم إلى 500 محتجز، وحوالى ألف شخص موضوعون في دائرة الاشتباه، وهم الآن قيد التحقيق والاستجواب. وقال هيرست إن بعض الأمراء والشخصيات الرفيعة من الموقوفين تعرضوا لـ«ممارسات وحشية»، عانوا على إثرها من جروح مختلفة، ونقل بعضهم بسببها إلى المستشفى، وقد جرى تعذيب البعض للإفصاح عن أرقام حساباتهم المصرفية.

وتردّد، أمس، أن فندق «كورتيارد باي ماريوت»، الواقع في الحي الدبلوماسي في الرياض، جرى حجزه والاعتذار من نزلائه على طريقة الـ«ريتز»، في مؤشر على اقتراب «المرحلة الثانية» التي لمّحت إليها النيابة العامة السعودية أول من أمس، ما يعني أن أعداد المحتجزين مرشحة للارتفاع وأن الأزمة لن تنتهي في القريب العاجل. ولم تتضح حتى الآن هوية الذين أفرج عنهم في الساعات الأخيرة، في ظل تضارب في المعلومات عمّا إذا كانت الحملة طاولت رئيس جهاز الاستخبارات السابق الأمير بندر بن سلطان.

وأشار هيرست إلى أن الأعمدة الأساسية التي قامت عليها المملكة، المتمثلة في “وحدة عائلة آل سعود، والهوية الإسلامية للدولة، وطبقة رجال الأعمال المزدهرة والموالية للحكم، تعرضت للتقويض بشكل آني ومتزامن. وأكد أن تقويض تلك الأعمدة الأساسية أدى إلى "تعاظم الخطر المحدق بالمملكة، وبات احتمال انهيارها وغرقها في الرمال كبيرا جدا".  وأكد الكاتب أن ما ارتكبه محمد بن سلمان من اعتداء على أبناء عمه في تراث البدو أمرا معيبا لا ينسى ولا يغتفر، وسوف تظل الإهانة التي تعرضوا لها وتجميد ممتلكاتهم في نظر من يعيش من أقراد عائلاتهم طعنة في شرفهم، وعارا يتحتم عليهم أن يثأروا ممن جلبه عليهم.

وتحت عنوان «سلاح ترامب السري»، أشار موقع «بلومبرغ» إلى أنه «في الوقت الذي تنخفض فيه حدّة الحرب على داعش، تظهر خطوط حرب قديمة، في ظل بروز تحالفات جديدة». وأوضح الموقع أن «مؤشرات عدة تشير إلى تفاهم معمّق، شجّعت عليه الولايات المتحدة، بين إسرائيل ومملكة إسلامية لا تملك حتّى علاقات دبلوماسية مع إسرائيل: إنها السعودية». ولفت إلى أن «البلدين يتشاركان عدواً واحداً في إيران»، مضيفاً أنهما «يدعوان إلى القيام بعمل ضد حزب الله المدعوم من إيران ــ ويتخذان بنفسيهما إجراءات في هذا المجال، ما يؤدي إلى تأجيج الاضطرابات الإقليمية التي هزت أسواق النفط». وأوضح «بلومبرغ» أن هذين البلدين «هما مركزان للاستراتيجية الأميركية الجديدة في الشرق الأوسط، التي رسمتها أخيراً الرئيس ترامب».

وأوضح الموقع أن «الإصرار على تراجع القوة الإيرانية يجمع الثلاثي غير المتوقع: نتنياهو وبن سلمان وترامب، مشيراً إلى أن «هؤلاء يعبّرون عن خوفهم من فوز حليف إيران (الرئيس) بشار الأسد في سورية، والنفوذ المتنامي الذي تنعم به الجمهورية الإسلامية في المنطقة نتيجة ذلك». وتحدّث الموقع عن الواقع السوري تحديداً، حيث لفت إلى أنه «على مدى سنوات، كان شعار رحيل الأسد عنوان السياسة الأميركية والسعودية». وفيما أوضح أنه «عوضاً عن ذلك هزم المسلّحون الذين دعموهم»، فقد لفت إلى أنه «في إطار البحث عن ساحة أخرى للرد، يسعى الثلاثي إلى استهداف لبنان وحزبه المسيطر، الذي يعتبرونه مجموعة إرهابية، أي حزب الله».

ونشرت صحيفة "فزغلياد" مقالا عن التطورات الأخيرة في السعودية؛ مشيرة إلى تمكن محمد بن سلمان من الفوز في الشوط الأول فقط. وتعرض الصحيفة بالتفصيل، في مقال كتبه يفغيني كروتيكوف، لعملية هروب سعد الحريري الى السعودية. وتلفت الصحيفة الانتباه الى أن أحداثا داخلية مهمة وقعت في السعودية، ورافقت فرار سعد الحريري واستقالته. وقد وصفتها بأنها تقع في المنتصف ما بين "الإرهاب الكبير" و"انقلاب القصور"، وقد أدت حتى الآن إلى مقتل واحد أو اثنين من الأمراء واعتقال 11 أميرا آخرين. ذلك إضافة إلى اعتقال عدد آخر من المليارديرات المتواضعين والبعيدين من حيث صلة القرابة والدم عن الملك، مثل الملياردير بكر بن لادن. ووفقا لما ترى الصحيفة، فإن هذا كله ليس إلا البداية فقط.

وتنقل الصحيفة أحاديث تدور في الغرب تفيد بأن السعودية تنطلق الآن بسرعة "حصان أفلت من زمامه نحو حمام دم" يؤججه الخلاف على وراثة العرش؛ مشيرة بذلك إلى أن الحدث السعودي الأخير لم يسبق له مثيل في تاريخ الدولة بلجوء ورثة العرش إلى الصراع المكشوف على السلطة، حيث لا توجد مبادئ قانونية تنظم مسألة انتقال السلطة، والملك هو من يعين وريثه. ووفقا للصحيفة، فإن الوضع في السعودية تغير بشكل حاد قبل ثلاثة أشهر عندما أقدم الملك سلمان على تغيير ترتيب خلافة العرش، وتعيين ابنه محمد وريثا له. ويوم السبت (04/11/2017)، اتخذت الاحداث فجأة منحى دراماتيكيا بعد حملات الإقالة والاعتقالات، التي شملت إقالة الأمراء، وقائدي الحرس الوطني والقوات البحرية، واعتقال عدد من الأمراء، الذين قد يشكلون جميعهم تهديدا لاعتلاء الأمير سدة العرش الملكي. وتبين هنا أن الحديث لم يعد يدور الآن عن صراع عشائري داخل البيت الحاكم، بل عن إمكان إنشاء نظام السلطة الفردية للأمير محمد بن سلمان. وتفسر الصحيفة هذه الحدة في تطور الأحداث بأن بن سلمان تلقى تعليمه في بلاده وليس في الغرب، وأن إيواءه سعد الحريري، وإعلان الرياض الحرب ضد بلده لبنان لأنه بزعمها يدعم "حزب الله"، إنما يعكس أسلوب تفكير الملك المسن سلمان وابنه ولي العرش محمد بن سلمان، ويؤكد أن الحرب "السعودية–اللبنانية" ليست إلا "شكلا من أشكال اللغو الكلامي".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.