تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: السعودية تهوّل: عدوان عسكري وانتفاضة شعبية.. الحزب مستعد لمواجهة أي مغامرة وسيرد على عدوان أي طرف.. إسرائيل مرتبكة..؟!

مصدر الصورة
sns

          حتى ليل أمس، كانت السعودية غير راضية عن أجوبة بيروت. آل الحريري رفضوا تلبية الدعوة الى الرياض لمبايعة بهاء الحريري خلفاً لشقيقه سعد. والنقاشات الخلافية داخل فريق الحريري في بيروت انتهت الى توافق على أولوية المطالبة بعودته، من دون توجيه اتهام مباشر للسعودية بحجز حريته، بينما أبلغت الرئاسة الفرنسية العائلة ومراجع لبنانيين بفشل المحاولة الأخيرة للرئيس إيمانويل ماكرون في إقناع الرياض بإطلاق سراح رئيس الحكومة، الذي لم يُسمح له حتى بالاختلاء بسفير فرنسا في الرياض، الذي قابله لدقائق عدة في حضور ضابط مخابرات سعودي.

وأوضح ابراهيم الأمين، أنه وفيما وجدت السعودية نفسها أمام ضغوط مستجدّة من جانب أنصارها في بيروت، صُدم بهاء الحريري إثر تلقّيه تقريراً من مدير أعماله في لبنان، صافي كالو، الذي وصل الرياض أمس، يبلغه فيه أن غالبية من التقاهم في بيروت أبلغوه اعتراضهم على ما تقوم به السعودية، وأن الاولوية هي لعودة سعد الى بيروت، على أن يترك أمر تسمية من يتولى قيادة العائلة أو التيار الى مرحلة لاحقة، علماً بأن بهاء الذي وصل الى الرياض الاحد، كان قد أبلغ مقرّبين منه في بيروت أن زيارته للسعودية لم تأت إثر استدعاء، بل بمبادرة منه، وأنه غير معنيّ بكل ما يجري داخل المملكة من ملاحقات تتعلق بالفساد.

بيد أن المشكلة لم تعد محصورة في احتجاز رئيس الحكومة اللبنانية، إذ يبدو أن قرار السعودية بالتصعيد بلغ مستويات جديدة. وهذا ما سمعه ماكرون في أبو ظبي والرياض، ونُقلت أجواؤه على عجل الى بيروت، ليل أمس، عبر الموفد الفرنسي السفير أوريليان لوشافاليه، الذي سيعقد اليوم سلسلة لقاءات مع مسؤولين رسميين وسياسيين، فيما دعا مصدر دبلوماسي غربي في بيروت الى عدم التقليل من شأن التهديدات السعودية بشنّ عدوان على لبنان.

ومع أن التهويل بالعدوان بدأ متزامناً مع حجز الحريري ودفعه الى الاستقالة، إلا أن الأمور تفاعلت أكثر في اليومين الماضيين، وسرت شائعات قوية، تحولت الى معلومات في أوساط حلفاء السعودية في لبنان، حول ضربة عسكرية خاطفة تعدّ لحزب الله في لبنان وسورية، تليها انتفاضة شعبية في لبنان تطلب نزع سلاح الحزب و«رفع الوصاية الإيرانية عن لبنان».

حزب الله الذي لا يرى مؤشرات مباشرة على عدوان من هذا النوع، لا يستبعد وصول الجنون السعودي الى مغامرة من هذا النوع، بضوء أخضر أميركي ومشاركة إسرائيلية مباشرة. وسيكون للسيد حسن نصرالله، في خطابه اليوم لمناسبة يوم الشهيد، موقف من هذه الرسائل، علماً بأن الحزب يتمسّك بالموقف اللبناني الرسمي من استقالة الحريري، وهو يميّز بين الخلاف مع الحريري بمعزل عن حجمه، وبين احتجازه من قبل السعودية. وبحسب مصادر واسعة الاطلاع، فإن الحزب مستعد لمواجهة أي مغامرة من هذا النوع، وهو سيتعامل مع أيّ عدوان على أن مصدره إسرائيل والولايات المتحدة. أما طريقة الرد على أي طرف آخر، فمن الأفضل عدم التطرق اليها وتركها الى الحزب فقط. وفي ما يتعلق بهذه التهديدات، أوردت المصادر الآتي:

أولاً: يعمل السعوديون جاهدين لإقناع إسرائيل بشنّ عدوان واسع يشمل مواقع حزب الله في جنوبي سورية والقلمون الغربي وعلى الحدود مع لبنان، وحتى توجيه ضربات الى مراكز ومواقع للحزب داخل لبنان. وذهب السعوديون الى حدّ إبداء الاستعداد للمشاركة في تغطية هذه الحرب، من خلال اعتبارها رداً على القصف الذي يطاول أراضيها من اليمن، بعدما مهّدت لذلك بتحميل الحزب مسؤولية هذه الصواريخ.

ثانياً: العمل على ملف المخيمات الفلسطينية، وهو أمر اتضح أكثر خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للرياض، وإبلاغه رفض السعودية والإمارات أي تحالف مع حركة حماس في فلسطين وخارجها. وقد ناقش المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ملف مخيمات لبنان مع عباس خلال اجتماعهما أمس في عمّان. وسمع إبراهيم من عباس موقفاً متفهّماً لأيّ إجراءات تمنع أيّ بلبلة أمنية داخل المخيمات، خصوصاً أن اللواء إبراهيم أطلعه على معلومات حول اتصالات تجريها جهات لبنانية على صلة بالسعودية لترتيب تحركات من داخل المخيمات في أكثر من منطقة، وخصوصاً في مخيم عين الحلوة، لقطع طريق صيدا ــــ الجنوب.

وفي هذا السياق (إضافة من مُعدّ التقرير)، أكدت مصادر مُطّلعة في الأرض المحتلة أيضاً أن ابن سلمان، استدعى عباس لزيارة السعودية، والتي تمت بصورة مفاجئة مساء الاثنين. تقول هذه المصادر إن السعودية غير راضية عن موضوع المصالحة الفلسطينية لعدة أسباب؛ أنّ "حماس" لن تتنازل عن سلاحها، وبالتالي فان امكانية التوصل الى اتفاق فلسطيني اسرائيلي قد يكون صعباً؛ ولأن وفداً من "حماس" يزور طهران للمرة الثانية خلال شهر؛ والفصائل الفلسطينية التي ستلتقي، حسب اتفاق المصالحة، في القاهرة يوم 21/11/2017 ستبحث الأمور الأمنية في القطاع، إذ أن السلطة الفلسطينية تقول أنها لا تستطيع إدارة المعابر ما دام الأمن في القطاع ليس تحت سيطرتها. وعدد من هذه الفصائل لها علاقة مع ايران، وهذا أمر يزعج الامير ابن سلمان. وأوضحت المصادر أنّ ما يهم ابن سلمان هو ابلاغ عباس أن السعودية لن تؤيد المصالحة اذا كان لايران دور فيها، وتعزيز لنفوذها، كما ان السعودية ترفض "حياد" عباس؛ فإما يدعم جهود السعودية للتوصل الى اتفاق، أو أن يكون ضد ذلك، وأن السعودية لا تستطيع أن تدعم من هو يقف بصورة حيادية تجاه مشاكلها وقضاياها! المصادر أوجزت أن وضع عباس صعب جداً فهو تحت ضغط من أكثر من جهة متناقضة، وزيارته للسعودية قد تكون "بداية" انهيار اتفاق المصالحة مع حماس لأن عباس لا يستطيع الابتعاد عن السعودية في الوقت الحاضر(انتهت الإضافة)!

ثالثاً: ورود معلومات حول اتصالات ذات طابع أمني تقوم بها أكثر من جهة على صلة بالاستخبارات السعودية مع نافذين في مخيمات اللجوء السوري في لبنان، لإشراكهم في تحركات تهدف الى «الانتفاضة على سلطة حزب الله»، باعتبار أن الحزب شارك في قتالهم في سورية.

رابعاً: إطلاق حملة سياسية وشعبية داخلية تحت شعار «مواجهة الوصاية الإيرانية». لكن نتائج اتصالات الساعات الـ24 الماضية أظهرت تردّداً كبيراً من جانب «القوات اللبنانية» التي تشعر بأنها قد تكون عرضة للعزل التام، كما تخشى قيادتها أن تتعرض لحملة قمع يتولاها الجيش اللبناني ضدها، سيما أنها لمست أن قوى الامن الداخلي التي تعتبر أقرب الى فريق 14 آذار، ستواجه أي تحركات لا يبدو أنه يوجد بين سنّة لبنان، غير اللواء أشرف ريفي، من يريدها، علماً بأن ريفي حاول التوصل الى اتفاق مع بعض قوى 14 آذار، ولا سيما حزب الوطنيين الأحرار، لتنظيم احتجاجات شبابية في العاصمة، تكون مادة تستخدم من قبل السعودية في حملتها ضد حزب الله، وضد الرئيس ميشال عون باعتباره شريكاً للحزب.

وأضاف الأمين: كان وزير الحرب السعودي على لبنان ثامر السبهان قد غرّد أمس عبر «تويتر» بأن «كل الإجراءات المتخذة تباعاً، وفي تصاعد مستمر ومتشدد، حتى تعود الامور لنصابها الطبيعي». وجاء موقف السبهان خلال وجوده في واشنطن، حيث يجري لقاءات مع مراكز أبحاث وإعلاميين وأعضاء في الكونغرس ومسؤولين في الإدارة، بهدف إقناعهم بأن الحرب على حزب الله هي الخطوة الأجدى الآن، ولمحاولة منع أي حملة إعلامية على التوقيفات الجارية في السعودية تحت عنوان مكافحة الفساد.

وفي السياق، أفادت مصادر خاصة في الأرض المحتلة أنّ هناك خلاف في الرأي بين المؤسستين العسكرية والسياسية في إسرائيل حول التعامل مع "حزب الله" ارضاءً للسعودية، التي ترغب في أن ينتهي هذا الحزب في أسرع وقت ممكن، لأنه – حسب وجهة نظر كبار المسؤولين الاميركيين والسعوديين – هو الذراع العسكري لايران في لبنان وسورية والعراق؛ المؤسسة العسكرية تؤمن بأن تتم محاربة الحزب من الداخل، أي شن حرب عليه بالوكالة، من خلال تحريض "الأفرقاء"، وخاصة الفريق السني ضده، ولادخال لبنان في صراع داخلي مرير على غرار ما جرى في العام 1975، إذ أن شن حرب مباشرة عليه سيزيد من شعبيته، وسيحرج الأفرقاء المعادين له، كما أن الحزب سيَلقى دعماً من حلفائه الكثر في العالمين العربي والاسلامي.

أما القيادة السياسية فإنها معنية بارضاء السعودية، ودفعها لاقامة علاقات معها، بعد أن تقنعها بأنها هي أهل للاعتماد عليها في مواجهة ايران وحزب الله. ولكن أي حرب على حزب الله لها تداعياتها ونتائجها السيئة ومن أهمها؛ توحيد صفوف المقاومة الجماهيرية ضد اسرائيل؛ خسائر مادية وبشرية نتيجة هذه الحرب ولو كانت خاطفة، لأن امكانية أن تكون خاطفة ليست مضمونة؛ ليست هناك معلومات استخبارية كافية للسيطرة على هذه الحرب ضد حزب الله، وهناك خوف من مفاجآت على أرض الميدان كما واجهتها اسرائيل في عدوان عام 2006؛ هل اميركا مستعدة لتعويض خسائر اسرائيل من السلاح في هذه الحرب الخاطفة؟ وهل السعودية ودول الخليج بالفعل ستقيم علاقات، أم أنها ستتراجع عن ذلك إذا كانت نتيجة الحرب الخاطفة عكس ما توقعته اسرائيل.

وأوجزت المصادر أنّ هناك اجماع في اسرائيل بأن الوقت الحاضر ليس مناسباً لخوض غمار حرب، وان اسرائيل لن تشن حروباً بالوكالة عن السعودية، لأن مصالحها أهم من العلاقات مع الخليج، وان أمنها مهم ويجب الا يُمس مقابل مكاسب سياسية غير مضمونة! كما أن وسائل الاعلام، ومفكرين، ينصحون القيادة السياسية الاسرائيلية بألا تنجر وراء مطالب السعودية، وتخوض بالنيابة عنها حروباً ليست اسرائيل مستعدة لها الآن.

وفي هذا الإطار، رفض وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، نفي أو تأكيد وجود تعاون بين بلاده وإسرائيل ضد حزب الله في لبنان، موضحا أنه "لا يمكنه التعليق على الشائعات". وفي مقابلة مع مع قناة "سي إن بي سي" الأمريكية، قال الجبير إن حزب الله "اختطف النظام في لبنان ويقوم بنشر نفوذ خبيث في جميع أنحاء الشرق الأوسط". وأضاف أن العديد من الدول ترغب في صد حزب الله، رافضا في الوقت نفسه تأكيد أو نفي وجود تعاون إسرائيلي – سعودي ضد حزب الله. وتطرق الجبير إلى إيران مهاجما إياها، وقال: "ما أعرفه هو أن إيران دولة خارجة عن القانون.. وهي الدولة رقم 1 الراعية للإرهاب وتأوي الإرهابيين منذ التسعينات" مؤكدا أن علاقاتها مع تنظيم القاعدة قائمة منذ ذلك الوقت.

في المقابل، نقلت وسائل الإعلام اللبنانية أمس، أن كتلة المستقبل أكدت وقوفها خلف رئيس الوزراء سعد الحريري. وجاء في بيان الكتلة: "أن عودة رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري ضرورة لاستعادة الاعتبار والاحترام للتوازن الداخلي والخارجي للبنان في إطار الاحترام الكامل للشرعية اللبنانية"، مشددة على أن "الكتلة تقف مع الحريري ووراء قيادته قلبا وقالبا ومواكبته في كل ما يقرره". وقال وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، المستند إلى رفض آل الحريري الذهاب إلى السعودية لـ«مبايعة بهاء»، قال قبل ظهر أمس، من على منبر دار الفتوى، بعد زيارته المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، إن «اللبنانيين ليسوا قطيع غنم ولا قطعة أرض تنتقل ملكيتها من شخص إلى آخر، والسياسة في لبنان تحكمها الانتخابات وليس المبايعات، ومن يظنّ غير ذلك يكون جاهلاً بطبيعة لبنان السياسية ونظامه الديمقراطي». ووفقاً للأخبار، كان هذا التصريح بمثابة القنبلة التي سُمع صوتها في لبنان والمنطقة وفي السعودية تحديداً. فهو أول تأكيد علني على رفض القرار السعودي بإقصاء سعد الحريري عن العمل السياسي. وكان ‏كلام المشنوق مقدمة صلبة لبيان كتلة «المستقبل» والمكتب السياسي للتيار.

أيضاً، ووفقاً لصحيفة الأخبار، سيبلغ الرئيس ميشال عون، اليوم، سفراء الدول الأجنبية الذين سيستقبلهم في بعبدا موقف لبنان من احتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري وعائلته في السعودية بما يخالف اتفاقية فيينا. موقف أطلقه عون أمس أمام وفد الهيئات الاقتصادية، وضمّنه ردّاً «صلباً» على مخاوفهم وقلقهم من لجوء السعودية إلى عمليات ترحيل للبنانيين ومقاطعة اقتصادية، بالقول: «وجع ساعة ولا كل ساعة. روحوا فتشوا على أسواق جديدة»؛ إذن، عون يستعد لمواجهة على المدى الطويل. وهذه الاستعدادات انطلقت بعد ساعات على إعلان الاستقالة.

إلى ذلك، قالت مصادر كنسية معارضة لزيارة البطريرك بطرس الراعي للسعودية إن الزيارة ستكون «بمثابة إعطاء البركة لما يتعرض له الرئيس سعد الحريري» المحتجز في الرياض.، فيما بدا الراعي مصرّاً على إتمام الزيارة في موعدها مطلع الأسبوع المقبل، رغم تبلّغه تمنيات أكثر من جهة رسمية ومسيحية بإرجائها ريثما تنجلي التطورات الراهنة. وكانت الزيارة موضع بحث بين الراعي الذي زار قصر بعبدا أمس وبين رئيس الجمورية العماد ميشال عون. وبحسب مصادر مطلعة، فإن الراعي سيحرص على إبلاغ من يلتقيهم من المسؤولين السعوديين، وفي مقدمهم الملك السعودي وولي عهده أن «لبنان لا يمكن أن يكون ساحة حرب سعودية ـــ إيرانية، أو أميركية ــــ روسية، أو ساحة لأي حرب أخرى». كما سيشدّد على «الحرص على استقرار لبنان ودعم رئيس الجمهورية في مساعيه لحل الأزمة».

وكتبت هيام القصيفي في الأخبار: الرياض تتشدّد تصاعدياً بتغطية أميركية. وأوضحت أنه باستقالة الحريري تعتبر السعودية أنها سحبت ورقة التغطية التي كان يؤمنها لخصومها في لبنان؛ الخطوات السعودية التصاعدية تجاه لبنان، في خطواتها الاولى، توحي بأن الرياض لن تتراجع هذه المرة، وهي تحظى بدعم أميركي لتغطية مواقفها، في ظل التنسيق بينها وبين إدارة ترامب؛ والمشكلة التي أحدثتها السعودية اليوم هي أن خطواتها، بعدما شهدته من توقيفات بالمئات وتجميد حسابات لنافذين فيها وفي العائلة المالكة ورجال دين وموظفين في هيئات دينية، لم تعد معروفة. وهذا تماماً ما تريده أن يحدث، في خلق حالة غموض حول المرحلة التالية.

وتحت عنوان: حالة سعد الحريري، فرصة تاريخيّة؟ اعتبر بيار أبي صعب في صحيفة الأخبار، أنّ سعد الحريري هو اليوم أسير الملهاة السوداء. وبهذا المعنى هو الآن بطل وطني. اللبنانيون قلقون بعد الضربة السعودية، والأفق يبدو ملبداً بالكوارث الآتية. لكن ماذا لو قرأنا المشهد معكوساً؟ ألم يوحّد العدوان السعودي شعب اليمن؟ لبنان اليوم أمام لحظة تاريخيّة لم يشهدها منذ الاستقلال: هناك فرصة حقيقية لوحدة وطنيّة لمسنا بوادرها في الأيّام القليلة الماضية، تجمع كل القوى والمكوّنات والأحزاب في مشروع وطني. ضدّ الوصاية، ومن أجل التقدّم والدولة القويّة العادلة. هذه الفرصة قد لا تتكرر قبل أجيال. ماذا ننتظر؟

وتناول راوي مصطفين في نيزافيسيمايا غازيتا، الروسية استقالة سعد الحريري، واشار إلى احتمال تفجيرها الشرق الأوسط، معتبراً أنّ الأحداث المرتبطة باستقالة الحريري تذكرنا بمسرحية سيئة الإخراج. فهي تبدو أحيانا ساذجة، لم يحفظ ممثلوها النص جيدا، مع رغبة المخرجين باستخدام واسع للمؤثرات الخاصة. وبعض المشاهدين يقولون "لا أصدق!"، والآخرون، طوعا أو كرها، يعربون عن رضاهم؛ فقد استغرب الجميع داخل لبنان وخارجه، ليس استقالة الحريري المفاجئة فقط، بل وطريقة إعلانها، التي تعدُّ إهانة للبنان ومواطنيه. فهل كان من الضروري السفر إلى الرياض لتقديم الاستقالة بحجة وجود محاولة لاغتياله، وعجزه كرئيس للحكومة عن وضع حد للتدخل الإيراني في شؤون لبنان الداخلية؟ ويخلص الكاتب راوي مصطفين إلى القول إن المملكة تحاول وحلفاؤها الانتقام والتعويض عن الخسائر، التي لحقت بها وبحلفائها في بعض الاتجاهات في سورية، عبر استخدام ورقة رابحة في أماكن جديدة. لذلك قد يحل محل الحريري شخصٌ أكثرُ عدوانية ومعارضةً لـ "حزب الله"، فيما يتزعم رئيس الحكومة "المستقيل" المعارضة للرئيس عون.

ونشرت «لو موند» الفرنسية مقالاً بعنوان: «التحالف الخطير بين الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية»، ربطت فيه بين إعادة صياغة الوضع الحالي في الشرق الأوسط، وبين التحالف الجديد بين السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة «التي يجمعها الكره للنظام الإيراني، ورغبتها في الحدّ من سيطرته على المنطقة». انطلاقاً من هنا، عمدت السعودية إلى «رفع درجة التوتر من خلال إجبار سعد الحريري على تقديم استقالته». وذكّر المقال بأنّ الحريري «أدان، في خطاب مكتوب قرأه بنبرة خالية من أي تأثر، تدخلات حزب الله وراعيه الإيراني في بلاد الأرز».

ونشرت «لو بوان» الفرنسية تقريراً عن الاستقالة، متسائلة عمّا إذا كانت مقدّمة لحرب جديدة من خلال ربطها بما يحصل في سورية وتراجع الدور السنّي في المنطقة. وأشارت الصحيفة إلى أنّ «استعادة دير الزور من قبل الجيش السوري، بمساعدة حزب الله، كانت تتويجاً لنجاح المشروع الإيراني، بالتزامن مع تهميش الدور السنّي في عدد من الدول العربية. وقد رفض السعوديون رؤية لبنان يقع بيد إيران من دون تحريك ساكن». ورأت أن «السعوديين يأملون أن يتعثر حزب الله وحلفاؤه في البحث عن استقرار حكومي، أو فرض ذلك بالقوة، عندها قد تندلع حرب جديدة».

من جهتها، نقلت «لو فيغارو» الفرنسية عن محللين قولهم «إن قرار الاستقالة جاء في أعقاب ضغوط كبيرة مارستها السعودية التي تريد أن تنقل نطاق المواجهة مع إيران إلى لبنان. ومما لا شك فيه أن ذلك سيُسهم في إغراق الأخير في مزيد من الاضطرابات السياسية». وفيما لفتت «لو موند» إلى أنّ «الأزمة السياسية في لبنان قد تفتح مواجهة جديدة بين حزب الله وإسرائيل»، رأت أنّ «كل شيء في لبنان بات مهدداً، الاقتصاد والانتخابات والنفط والغاز».

أما «الإندبندنت»، البريطانية فتناولت بيان كتلة تيار المستقبل أمس، والذي شدّد على ضرورة عودة الحريري لاستعادة كرامة لبنان واستقراره. واعتبرت الصحيفة البريطانية أنّ البيان «الذي قرأه فؤاد السنيورة، بدا كأنّه إشارة إلى أنّ الحريري مُحتجز في السعودية خلافاً لإرادته».

وأعادت «ديلي ميل» البريطانية التذكير بما كتبه الباحث في «كارنيغي» جوزف باحوط قبل استقالة الحريري، عن أنّ «السعودية تسعى إلى إيجاد سبل للتعويض عن فقدانها سورية، كساحة يُمكن أن تتحدى منها إيران. ولديها (السعودية) رغبة في استعادة موطئ قدم لها في لبنان».

وأشارت «فايننشال تايمز» البريطانيّة إلى أنّ الدفع ضدّ حزب الله «ليس خياراً سهلاً، فجناحه السياسي يُعَدّ من أقوى الأطراف اللبنانية، ولديه قوة عسكرية. كذلك، لن تسمح إيران بترك حليفها يتراجع، من دون قتال».

أما صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية، فنشرت تقريراً عن الاستقالة بعنوان «ما الذي كسبته السعودية، وقد يخسره لبنان؟»، معتبرة أنّ «الاستقالة هي تضحية بحياة الحريري السياسية، ما سيخلق صعوبات سياسية واقتصادية يمكن أن تدمر استقرار لبنان». ورأت أن «الاستقالة لن تُغيّر في موقف حزب الله إقليمياً»، لكنها «حطّمت الحياة السياسية التي استعادها لبنان قبل عام، عندما وافق الحريري على تسمية مرشح حزب الله، ميشال عون، للرئاسة».

وكانت «نيويورك تايمز» قد وصفت، استقالة الحريري بالقرار «الخطير». ورأت أنّها ستكون لها تبعات أكبر من أن يتحمّلها لبنان، «فغالباً ما يُفجّر الاحتقان توترات أمنية، إما عبر اغتيالات، وإما عبر مواجهات مسلحة».

وعنونت الحياة السعودية: السعودية والكويت تدعوان رعاياهما إلى المغادرة. ووفقاً للصحيفة، تلاحقت تداعيات استقالة الحريري الذي التقى في دارته في الرياض عدداً من السفراء والديبلوماسيين الغربيين أمس وقبله، وأخذ بعضُ التطورات المتصلة بها طابعاً دراماتيكياً على الصعيد الخارجي، فزار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرياض للبحث مع قيادتها في الأزمة. وواصل الرئيس ميشال عون مشاوراته مع الفاعليات اللبنانية، مكرراً موقفه بأنه لن يقبل استقالة الحريري قبل عودته إلى لبنان.

وطبقاً للشرق الأوسط السعودية، تصاعدت حدة الإجراءات الخليجية حيال لبنان على خلفية تداعيات استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري احتجاجا على «تدخلات إيران و(حزب الله) في عمل حكومته». فقد انضمت السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة إلى البحرين في دعوة مواطنيها إلى مغادرة لبنان بسبب الأوضاع السائدة فيه في أعقاب الاستقالة، التي حذر مسؤول أمني لبناني رفيع من تداعياتها على الوضع الأمني الداخلي. وفي بيروت، واصل رئيس الجمهورية ميشال عون وقيادات قوى «8 آذار» التي تضم «حزب الله» والمتحالفين معه تصرفهم وكأن الاستقالة لم تحدث، مطالبين بعودة الحريري الذي كان تحدث عن تهديدات أمنية ومحاولة اغتيال تعرض لها.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.