تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: السعودية تطالب آل الحريري بمبايعة بهاء..؟!

مصدر الصورة
sns

كتب ابراهيم الامين في صحيفة الأخبار: إشارات استياء من «سنة لبنان» تربك الرياض وتدفع لحل سريع يخرج الحريري الى العلن وفي بيروت. وأوضح: اشارة أساسية التقطها السعوديون من لبنان امس. وهي ان الاستجابة لمضمون بيان استقالة سعد الحريري غير قائمة، لا على مستوى تيار «المستقبل» نفسه، ولا على مستوى الشارع السني. بل على العكس، تلقوا اشارات مقلقة الى احتمال ارتفاع منسوب التساؤل لدى أنصار الحريري، كما بقية اللبنانيين، عن السبب الذي يحول دون السماح له بالعودة الى بيروت، وقول ما يريد قوله، حتى ولو كان متبنياً لما ورد في بيان الاستقالة. لكن أبرز التطورات التي جرت ليل امس، الجلبة التي حلت على بيت الوسط، اثر تواتر معلومات تبيّن أن مصدرها سيدة قريبة جداً من اللواء أشرف ريفي (تسكن في نفس المبنى الذي يقطنه في الأشرفية)، تضمنت تلقي شخصيات لبنانية، من بينها ريفي، معلومة مصدرها السعودية تقول ان ولي العهد محمد بن سلمان قرر استدعاء بهاء الحريري الى الرياض، وابلاغه قرار المملكة مبايعته زعيما لتيار «المستقبل».

وأضافت الاخبار أنه تبيّن، في وقت لاحق، أن السفير السعودي المعيّن حديثاً في بيروت، وليد اليعقوبي، أجرى اتصالات بأفراد من العائلة الكبرى للرئيس رفيق الحريري، شملت زوجته السيدة نازك، والنائب بهية الحريري وولدها احمد، وأبلغتهم رسالة عاجلة مفادها أن القرار اتخذ بتولية بهاء الزعامة، وان عليهم الحضور الى السعودية لمبايعته، الى جانب سعد الذي وافق على الامر مقابل اطلاق سراحه، على أن ينتقل للعيش في اوروبا ويعتزل العمل السياسي. علماً ان المصادر توقفت عند استثناء نادر الحريري من الدعوة، مشيرة الى تزايد الانتقادات السعودية له.

وتشير المعلومات الى ان «الأمر السامي» تضمن ان يحضر الحريري الى بيروت، ويتوجه الى القصر الجمهوري لإعلان الاستقالة رسميا وتبني مضمون البيان الذي تلاه في الرياض، ومن ثم المغادرة، بعد إعلان «بيعته» لشقيقه الأكبر. وبحسب المعلومات، فان أفراد آل الحريري الموجودين في بيروت قرروا، بعد التشاور في ما بينهم، التريث في الاجابة، واطلاق أوسع حملة اتصالات تشمل مصر والاردن والمغرب والسلطة الفلسطينية والرئاسة الفرنسية وشخصيات أميركية بهدف الضغط على الرياض لاطلاق سراح الحريري، والتحذير من خطورة المشروع الذي يسير فيه ولي العهد السعودي. وفيما ابلغت نازك الحريري متصلين بها «ان الوقت ليس للكلام وان شاء الله خيراً»، أقفل بهاء الحريري الموجود في الرياض هاتفه، بعدما كان اجاب على متصل به من بيروت بأنه «لا يعرف ما الذي يجري وغير معني بأي نقاش الآن».

وتابع الأمين في الأخبار: جرى ذلك، فيما كان فريق اعلامي يعمل مع الوزير السعودي ثامر السبهان، يوزع امس معلومات مفادها ان الحريري في وضع جيد، وانه سيعود الى بيروت قريباً، مع التأكيد على خطة سياسية جديدة سيقودها فريق 14 آذار، وأن البطريرك الماروني بشارة الراعي سيكون له دور مركزي لمحاصرة أي محاولة من جانب الرئيس ميشال عون لابقاء الامور على ما كانت عليه. الامر الذي اثار استياء قيادات لبنانية بارزة، من بينها وليد جنبلاط.

وتفيد المعلومات بأن محمد بن سلمان يصر على انجاز الملف المالي المتعلق بقراره استعادة كل الاموال التي اخذت من الحكومة السعودية باسم مشاريع وصفقات يقول انها تمت خلافا للقانون. وقد تأكد الجميع امس ان مشكلة الحريري الثانية في السعودية (غير تلك السياسية)، تتعلق بملفات تعود إلى فترة حكم الملك عبدالله. وبحسب شكوك ادارة ابن سلمان، حصل الحريري من التويجري على شيكين بقيمة تسعة مليارات دولار اميركي حُولت الى حسابات للحريري في فرنسا. وتفاقمت الأزمة مع استمرار أزمة «سعودي أوجيه»، وبعدما تبيّن أن الحريري توجه الى الامارات العربية المتحدة طالبا دعما على شكل دين من ولي العهد محمد بن زايد. ولم يتمكن الحريري من سداد كامل الدين الذي بقي منه اكثر من 150 مليون دولار. وقد رفض بن زايد مقايضتها بحصص في شركات او مصارف تابعة للحريري، ما خلق مناخا من الغضب تمثل في امتناع الحريري عن الذهاب الى الامارات منذ توليه رئاسة الحكومة. وعُلم ان زيارته امس، تمت بطلب ولي العهد السعودي على قاعدة تقديم الحريري اعتذاره الى ابن زايد واعلان التزامه الخط السياسي، مع التأكيد على ان الديون التي تنازل عنها الحريري ستساعد في حل مشكلته مع بن زايد.

ووفقاً لصحيفة الأخبار، فإن الأمر محسوم لدى الرئيس ميشال عون، الذي يقف اليوم كخط دفاع أول في وجه المشروع التخريبي الذي يقوده مجنون الرياض، محمد بن سلمان. وفي نظر رئيس الجمهورية، إن الحريري «مخطوف في السعودية، ونريد عودته في أسرع وقت ممكن». وعندما قيل لعون إن الحريري قد يعود ليطلق المواقف السعودية التصعيدية التي أعلنها في خطاب الاستقالة يوم السبت الفائت، أجاب عون: هذا حقه. فليأخذ الموقف الذي يريد، لكن كرامتنا جميعاً تفرض أن يكون حراً.

على صعيد آخر، أكّد الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي أنه «يعارض الحرب»، في ردّه على سؤال عن احتمال توجيه ضربات عسكرية إلى إيران أو حزب الله. وعلى هامش «منتدى شباب العالم» المنعقد في شرم الشيخ، قال السيسي في دردشة مع إعلاميين مصريين وأجانب، إن «أي مشكلة في المنطقة، سواء تعلقت بإيران أو حزب الله، يجب التعامل معها بحذر»، مضيفاً: «لا نريد إشكاليات أخرى، ولا زيادة التحديات والاضطرابات الموجودة في المنطقة». وأشار السيسي إلى أن «مصر ترى أن ما حدث في المنطقة يكفي، خاصة في ما يتعلق بالاضطرابات التي شهدتها»، مشدّداً على أن «أمن الخليج من أمن مصر، وأمن مصر من أمن الخليج»، وكذلك طالب بـ«عدم زيادة التوتر في المنطقة، لكن ليس على حساب أمن الخليج واستقراره».

ووفقاً للأخبار أيضاً، تستكمل دوائر البطريركية المارونية الاجراءات اللوجستية للزيارة المقررة للبطريرك الراعي الى السعودية، رغم التمنيات من أكثر من جهة على سيد بكركي إرجاءها ريثما يتضح مسار التطورات بعد استقالة الحريري السبت الماضي. وأضافت الصحيفة أنّ الرياض تمارس ضغوطاً على بكركي لتلبية الزيارة. إذ جرى تواصل بين القائم بالأعمال السعودي في بيروت وليد البخاري والراعي جدّد فيه البخاري الدعوة، و«نصح» البطريرك بأن «المسيحيين أقلية، وليس لديهم مصلحة بالبقاء رهينة موقف الرئيس ميشال عون الملتزم العمل مع حزب الله». كما تلقت دوائر البطريركية اتصالات من رجال أعمال ومغتربين مسيحيين في السعودية، تطلب من الراعي تلبية الزيارة حتى لا يكون هؤلاء عرضة لانتقام السلطات السعودية، كعادة نظام آل سعود في قطع أرزاق الأبرياء و«تفنيش» إقاماتهم ثمناً لمواقف سياسية. وردّ البطريرك بأنه سيتخذ موقفه النهائي بعد التشاور مع رئيس الجمهورية ومع مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان. وقال الراعي لبعض من التقوه إن السعوديين وعدوه بعقد اجتماع مع الحريري.

وتحت عنوان: «صبيان السبهان».. أيتام 14 آذار وشيعة السفارة، أفادت الأخبار أنّ «زعطوط» السعودية ثامر السبهان لم يضيّع وقته في لبنان؛ فقد عمد الى بناء شبكة علاقات مستقلة عن العلاقات التقليدية التي تقيمها السفارة السعودية، ومن دون الحاجة الى تنسيق كامل مع سعد الحريري وتيار «المستقبل». وخلال الاسبوع الماضي، إثر استدعاء الحريري وتقييد حركته في الرياض، باشر السبهان استثمار علاقاته في الايام الماضية، مع انتشار واضح لجوقة ناطقين باسم السبهان ومكررين لمواقفه، باتت تعرف باسم «صبيان السبهان». وهذه المجموعة لا يقتصر انتماؤها على تيار المستقبل، بل تشمل أيتام الأمانة العامة لفريق 14 آذار بقيادة فارس سعيد. وشكّل سعيد، بالتعاون مع المستشار السابق في رئاسة الحكومة رضوان السيد، فريق عمل يخدم ما يراه سعيد «المواقف الأمينة لثورة الأرز». وقد وجد الاثنان في السبهان والبخاري المرجعية الأقرب الى أفكارهما.

وأضافت الأخبار، أنه وفي تطور لافت لجهة تزامنه مع التحريض السعودي على لبنان، عاد الفريق الموالي للرياض إلى اللعب على وتر المجموعات الإسلامية. ووقع اختيار «السبهانيين» على مخيم عين الحلوة، حيث تطوع الوزير السابق أشرف ريفي للمهمة؛ وسخرت مصادر قيادية فلسطينية من طلب زيارة المخيم متسائلة: «لم يزر ريفي المخيم سابقاً، فما سرّ اندفاعه للقاء القوى الإسلامية في هذا التوقيت؟». ورأت المصادر أن الهدف «حشد القوى الإسلامية لمناصرة قوى الرابع عشر من آذار، وهو مرفوض لدينا، ولا سيما أن الهدف منه إعادة إقحام مخيم عين الحلوة في النزاعات اللبنانية الداخلية. كذلك كشفت المصادر عن تمنٍّ سعودي بأن يزور محمود عباس دولة الإمارات وأن يعمد إلى عقد مصالحة مع المنشقين من حركة فتح بقيادة محمد الدحلان بدل العمل على المصالحة مع حماس.

ولليوم الثالث على التوالي، نجح لبنان في ضبط الأزمة السياسية بعد استقالة الحريري ومنع انعكاسها على الوضع النقدي للبلاد. ومنذ بداية الأسبوع لم تُسحب أيّ ودائع من المصارف اللبنانية، ولم تخرج دولارات من لبنان، فيما شهدت سوق القطع تراجعاً في الطلب على الدولار إلى نصف ما كان عليه أمس.

وعنونت الحياة السعودية: لبنان يتوقع فترة تصريف أعمال طويلة. وأفادت أنّ المراوحة غلبت على جهود معالجة الأزمة السياسية اللبنانية بعد إعلان الحريري استقالته من الرياض السبت الماضي. وبقي الرئيس عون على موقفه القاضي بالتريّث في أي خطوة في انتظار أن يعود الحريري إلى بيروت، وواصل مشاوراته مع القيادات اللبنانية حول مواجهة تداعيات الأزمة، والتقى وفد البنك الدولي الذي أكد الشراكة الطويلة المدى مع لبنان، على أن يلتقي اليوم سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ثم سفراء الدول العربية وهيئات اقتصادية ونقابية. وغاب أي بحث في الدوائر اللبنانية الرسمية عمّا بعد الاستقالة وشكل الحكومة المقبلة. ورجّح أكثر من مصدر أن يُقبِل البلد على أزمة تأليف حكومة جديدة، وأن تطول مدة تصريف الأعمال في حال قبل عون استقالة الحريري، خصوصاً أن خطاب الاستقالة طرح مسائل خلافية كبرى تتعلق بالموقف من تدخلات إيران و «حزب الله» في عدد من الدول العربية، وإفشال سياسة النأي بالنفس عن الصراع الإقليمي التي تعهدت حكومته اتباعها. وهو أمر يطرح هوية رئيس الحكومة المقبل والأسس السياسية التي ستستند إليها الحكومة العتيدة في علاقاتها العربية.

ورأت لينا الخطيب (لبنانية ورئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس – لندن) في الحياة: لم يكن هناك حل للأزمة في لبنان من دون تسوية الأمور أولاً في سورية. لقد كان لبنان دائماً شاهداً على الآثار الجانبية للتطورات الدولية أكثر من كونه واضعاً للأجندة الإقليمية. وفي حين أن الفراغ السياسي في لبنان يبعث على القلق، فإنه يمنح الجميع مساحة للتفكير ولإعادة ترتيب شؤونهم في البلاد. وطالما ظلت إيران أبرز لاعب دولي في لبنان، فمن المستبعد أن يكون هناك تسرع لملء المركز الذي أخلاه الحريري، لأن ذلك يعني العمل مع «حزب الله» بطريقة أو بأخرى؛ هذا يعني أن استقالة الحريري ستعيد تحديد شروط المبارزة مع إيران في لبنان؛ مع انتهاء حكومة الوحدة الوطنية في لبنان، ترك أحد الطرفين طاولة المفاوضات ويستعد لدخول حلبة الملاكمة. ومن المرجح أن يكون الفصل التالي في العلاقة السعودية- الإيرانية قاسياً.

وتساءل محمد علي فرحات في الحياة: أليس في إمكان السياسيين اللبنانيين الطلب من «حزب الله» التراجع إلى حدوده الدنيا في الشأن اللبناني الداخلي والامتناع عن المشاركة عسكرياً وإعلامياً في الشأنين اليمني والبحريني، باعتبار أن سورية صارت في عهدة روسيا والعراق شراكة أميركية- إيرانية؟ هذا الطلب ممكن التحقُّق إذا أصر السياسيون عليه من أجل شعبهم، وإلاّ فإن «حزب الله» سيذهب بلبنان إلى المصير الذي رسمته «حماس» لغزة؛ حصار لا يليق بوطن يتنفس أهله الانفتاح على العرب والعالم ويعتبرونه صنو وجودهم.

وكشفت قناة «كان» في التلفزيون الاسرائيلي (القناة الأولى سابقاً) أن السعودية ألحّت على إسرائيل خلال حرب عام 2006 لاستخدام كل قوتها من أجل القضاء على حزب الله. ولفت محلل الشؤون العربية في القناة، عيران زينغر، إلى تشدد السعودية في موقفها المعادي لحزب الله، وإلى أن «السر الذي كان سابقاً من الممنوع التحدث عنه بشكل صريح ومباشر، بات اليوم معلناً»، مشيراً الى أن «المسؤولين الإسرائيليين اعتادوا القول خلف الكواليس إن هناك زعماء عرباً يتحدثون معنا ويطلبون منا القضاء على منظمة حزب الله». وأضاف زينغر أن «الجميع يعلم» بأن من يطلب ذلك بشكل خاص هم «السعوديون». وتابع: «هناك تغيّر في السياسات السعودية، وتحديداً في السياسات التي يقودها بن سلمان»، معتبراً أن السؤال المطروح الآن يتعلق بـ«ما الذي سيفعلونه، وماذا الذي سيحصل». وأوضح أن السعوديين أعلنوا الحرب على لبنان. ولفت ضمناً الى إمكانية أن تتورط السعودية في خيارات عقيمة، وهو ما يرى فيه أرضية لإقدامها على خيارات مستبعدة، كونها لن تحقق النتائج المرجوّة منها.

في المقابل، أكد الخبير في الشؤون الأمنية الصحافي يوسي ميلمان أنه ليس لدى إسرائيل أيّ «خطط أو طموحات بالتدخل (العسكري المباشر) والتأثير على الاحداث». وأعاد ميلمان هذا الموقف الى النتائج التي كوت الوعي الاسرائيلي بفعل أكثر من تجربة مرة مع لبنان، موضحاً ذلك بالقول إن «لهيب الحرب طال إسرائيل مرتين عامي 1982 و2006». وتابع في مقالة له أن «قادة الجيش والزعماء السياسيين يريدون تفادي تكرار أخطائهم»، وهو ما يعكس إقراراً بقوة ردع لبنان، والقلق من الكلفة التي ستدفعها نتيجة أي خيار من هذا النوع. امتداداً لهذا المفهوم، أكد ميلمان أن «الرؤية والاستراتيجية الاسرائيلية، في هذه الأيام، محصورتان بثلاثة أهداف: الحفاظ على السلام والهدوء على الحدود اللبنانية، والامتناع عن استفزاز حزب الله لمنع أي تصعيد أو حرب جديدة، وعمل كل ما يلزم من أجل إضعاف قدراته العسكرية». وأقرّ ميلمان بأن «الفوضى الجديدة في لبنان» التي نتجت من الخطوة السعودية وإجبار الحريري على الاستقالة «تصبّ في خدمة المصلحة الاسرائيلية»، كون هذا المسار يؤدي الى «انشغال حزب الله بأزمة سياسية في الداخل وفي الوقت نفسه يقاتل في سورية». ولفت ميلمان الى أن «من الواضح للاستخبارات الاسرائيلية أن السعودية تعمدت افتعال تلك الاحداث في إطار معركتها مع إيران على الهيمنة الإقليمية وقيادة العالم الاسلامي». وأقرّ المعلق الاسرائيلي بأنه «حتى لو طالت الأزمة اللبنانية، فإن حزب الله سيحافظ على مقاربته التهدوية لتفادي الاشتباكات والحرب الأهلية داخلياً، ومنع الانجرار الى حرب خارجية مع إسرائيل».

وسألت صحيفة ​نيويورك تايمز​ الأميركية "أين هو ​سعد الحريري​؟ ​لبنان​ يريد أن يعرف". وأوضحت أن "الحريري الذي لم يظهر أي علامة عن نيّته الاستقالة أو أنّه يحضّر لها، سافر الى السعودية وأعلن استقالته من ​الرياض​، وصدم مستشاريه المقربين. ولم يعد الى لبنان ولا أحد يعرف متى وإذا كان سيعود"، مذكرة أنه "بعد ساعات من إعلان الحريري استقالته، أوقف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان 500 شخص، بتهم ​الفساد​ بينهم 11 أميرًا والحريري يملك جنسيتين ولديه مصالح وأعمال في ​الخليج​". ونقلت عن مدير تحرير في مركز كارنيغي للشرق الأوسط في ​بيروت​ مايكل يونغ، قوله: "في الوقت الذي لا أعتقد أنّ الحريري رهينة بشكل فعلي فإنّ إقامته الغريبة في ​ السعودية​ شكلت مظهرا ماديا جديدا لما يعتقد الجميع في لبنان أنه صحيحا، قوة الحريري تأتي من حقيقة أنّه رجل السعودية". وأضاف: "هامش المناورة ضد السعوديين محدود جدًا، إنّه رهينة في كل الأوقات".

من جهتها، حذرت الواشنطن بوست الأميركية، من أن تتسبب سياسات ​الرياض​ في إيقاع منطقة الشرق الأوسط في مستنقع جديد، كاشفة عن المكان الذي قد تشتعل فيه الحرب قريباً. ولفت مارك لينش، أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية بجامعة ​جورج واشنطن​ الأميركية في مقال نشرته الصحيفة إلى أن نجاح الرياض في مواجهة الداخل السعودي قابله فشل خارجي ذريع. ورأى الكاتب أنه لا بد من فهم الانتقال الموسع للسلطة السعودية في الداخل، ونمطها الضال الخاص بالسياسات الخارجية التدخلية الفاشلة، في السياق الإقليمي الأوسع. ويرى الكاتب أن كسر الأعراف والقواعد الراسخة جزءٌ لا يتجزأ من استراتيجية الرياض السياسية.

ويخشى العديد من المراقبين الإقليميين من احتمالية أن تُسفر استقالة الحريري، عن أزمة سياسية من المتوقع أن تتحول في نهاية المطاف إلى حملةٍ عسكريةٍ ضد ​حزب الله​. ويرجح لينش أنَّ مصير الحملة العسكرية ضد حزب الله سيكون على غرار نتائج مبادرات السياسة الخارجية الجريئة، التي بدأت مع توقع انتصار سريع وشعبي من الناحية السياسية. ولكن من المُرجَّح للغاية كذلك أنَّها ستتبع نمط هذه المبادرات التي سرعان ما تؤول إلى مستنقع دموي مُزعزِع للاستقرار.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.