تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: الجنون السعودي يتهدّد لبنان: ماذا تريد السعودية من سعد الحريري؟

مصدر الصورة
sns

في الشكل، لا بد من تسجيل «إهانة» وقعت على لبنان، رغم أنها باتت معتادة في حالات مماثلة. أن يُستدعى رئيس الحكومة للذهاب إلى السعودية (أو أي بلد آخر)، فيلغي مواعيده، ويسافر بلا إبطاء، فتلك إهانة وتجاوز لكل أعراف العلاقات الدبلوماسية الطبيعية بين أي دولتين «مستقلتين». الحاكم الفعلي لأي دولة، كمحمد بن سلمان في حالة السعودية، يكون جدول أعماله مقرراً مسبقاً، ولا مفاجآت فيه، إلا في حالات الطوارئ والضرورة القصوى. لكن الرياض تريد دوماً أن تُظهر سطوتها على البلدان التي ترى وجوب أن تكون ملحقة بها. لبنان من أفضل الأمثلة على ذلك. في المضمون، يبدو أن الجنون يسيطر على السياسة السعودية تجاه لبنان. فوزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان، ليس بوقاً جرت ترقيته بعد طرده من بغداد، على خلفية تدخله في الشؤون السيادية للعراق، وحسب. هو يعبّر عن سياسة حكام الرياض. تعمّد التدرج في رسائله، وصولاً إلى إصدار أمر عمليات إلى رئيس الحكومة: يجب إخراج حزب الله من الحكومة.

وتساءل حسن عليق في صحيفة الأخبار: ما هي خيارات الحريري؟ مدير مكتبه، نادر الحريري، أطل أمس على شاشة تلفزيون المستقبل، ليؤكد التمسك بالتسوية التي أدت إلى وصول الرئيس ميشال عون إلى قصر بعبدا، والرئيس الحريري إلى السرايا الحكومية. ونادر الحريري لا يعبّر هنا عن موقف شخصي أيضاً، بقدر ما ينطق باسم رئيس مجلس الوزراء. خيارات الأخير ضيقة: أن يستقيل؟ يعني ذلك أنه سيخرج من السلطة، بلا ضمانة للعودة قريباً. أن يعتكف؟ خطوة كهذه تبدو أشبه بمن يُطلق النار على قدميه، في بلاد اعتادت أن تعيش فراغاً رئاسياً لأكثر من سنتين، وفراغاً حكومياً لأشهر، فيما هو يمنّي نفسه بتقديم إنجازين للبنانيين قبل الانتخابات النيابية، ليتمكّن من لملمة بعض ما فقده شعبياً في سنوات المنفى الاختياري. والخياران السابق ذكرهما يؤديان إلى خسارته دعم رئيس الجمهورية الذي يُسهّل له الحصول على ما يشاء، وتأييد الرئيس نبيه بري الذي يقف إلى جانبه «ظالماً ومظلوماً»، ويعيدان الانقسام إلى ما كان عليه قبل سنوات. وفي الانتخابات المقبلة، التي ستُجرى وفق النسبية، لا أحد يضمن أن يعيد «فريق 14 آذار» تسجيل النتائج ذاتها التي حققها عام 2009. ما الذي يمكن ان يكسبه الحريري من إحدى المغامرتين؟ لا شيء، يجيب مقرّبون منه، سوى الرضى السعودي الذي لم يُنتج له سابقاً سوى الخيبة.

ماذا تريد السعودية؟ لا شيء سوى الجنون، يجيب متابعون لسياستها في المنطقة، ممن أنهم لا يكنّون لها العداء. فلنراجع أداءها في الإقليم: ماذا جنت من حرب اليمن غير تدميره وحصاره وتجويع شعبه وخلق بيئة ملائمة لعداء لا يمكن محوه بسهولة؟ ما الذي كسبته في العراق؟ ليس السؤال هنا عن عراق اليوم فحسب، بل عراق صدام حسين.... ماذا كسبت الرياض من ذلك؟ لا شيء سوى تدمير اليمن والعراق، وبينهما سورية التي خرج منها آل سعود بأقل مما كان لهم قبل عام 2011. إنّ من يخوض في مسارات تدميرية كهذه، لن يثنيه شيء عن ممارسة سياسة جنونية في لبنان، لا يكسب منها سوى تعريض الاستقرار للخطر، وإلحاق خسائر بحلفائه؛ خيارات الحريري ضيقة. لكن السعودية اعتادت الجنون.

وتحت عنوان: الحريري إلى الرياض: دقّت ساعة الاستحقاق؟ كتب ميسم رزق في الأخبار أيضاً: أعلَنت السعودية على لسان وزيرها ثامر السبهان أن هدفها «تطيير حزب الله من الحكومة». وقد جاء تصريحه بأن «تغريداتي ليست موقفاً شخصياً» ليبدّد كل الشكوك، ويؤكّد أنها «تعبّر عن الموقف الرسمي للمملكة». الأيام المقبلة يبدو أنها ستكون صعبة، إذ توعّد السبهان بالكثير، ما يُفسّر استدعاء سعد الحريري إلى الرياض أمس. وأوضح الكاتب: بعدما حارت القوى السياسية في تفسير تغريدات وزير الدولة السعودي ثامر السبهان بشأن لبنان، مشكّكة في أن تكون هذه التغريدات هي الموقف الرسمي للسعودية، تبيّن أنها ليسَت تفصيلاً. حسَمها السبهان أمس، في تصريح له حمل تهديداً واضحاً، إذ أكد أن «تغريداتي ليست موقفاً شخصياً، وسترون في الأيام المقبلة ما سيحصل. الآتي سيكون مذهلاً بكل تأكيد». عقّب الكاتب: هذا الكلام كان له في حسابات الفرقاء من حلفاء الرياض، كما خصومها، وقعٌ وضع الجميع في حالة ترقّب، خصوصاً أنه عبّر بوقاحة عن هدف المملكة «وهو تطيير حزب الله من الحكومة». مواقف السبهان كانت قد تدرّجت من الهجوم على الحزب إلى تهديد حلفائه، ثمّ وصلت إلى الحكومة ككل وحتى الشعب. وبدا منها أن السعوديين وضعوا الجميع في مرمى النار، وأزالوا خط الفصل بين حزب الله والدولة اللبنانية. وبدا جلياً أن تغريدة الوزير السعودي أول من أمس، التي استغرب فيها ما سمّاه «صمت الحكومة والشعب» حيال حزب الله، كانت رسالة موجّهة بالدرجة الاولى إلى رئيس الحكومة سعد الحريري لمطالبته باتخاذ موقف واضح يماشي فيه السياسة السعودية ضد المقاومة. وقد تُرجم ذلك بسفر الحريري، على عجل، إلى الرياض أمس، بعد إلغاء كل مواعيده، بما فيها اجتماع لجنة متابعة تطبيق قانون الانتخابات النيابية ولجنة دراسة مشروع موازنة 2018.

تقول مصادر مستقبلية بارزة إن «ساعة الاستحقاق دقّت»، وقد مهّد لها السبهان في أكثر من تغريدة «هدفت إلى التصعيد الآني، من دون معرفة ما يُمكن أن تؤول إليه في ما بعد». لكن «تجاهل الحريري الرسائل غير المباشرة، التي كانت تحثّه على المواجهة، لا يمكن أن يستمر ولم يعُد هناك من مهرب». الحريري بحسب المصادر «ذهب إلى السعودية بعد استدعائه مباشرة. وهو بالتأكيد سيتعرّض لضغط سعودي يطالبه بمواجهة مِن داخل الحكومة. وليس معروفاً ما إذا كان سيستطيع التفلّت منه، إو إقناع من بأيديهم الأمر بضرورة الحفاظ على التسوية». فقد بات بين «فكّي كماشة»: الواقع الداخلي المحكوم بالتسوية، ومطالب سعودية يصعب القفز عنها.

المطلوب سعودياً من رئيس الحكومة «رسم خطّ فاصل في علاقته مع العونيين، حتى لا يؤُثر ذلك على التوازن داخل السلطة التنفيذية، حيث ليس هناك موقف واضح أو صارم للحريري من سياسة التيار ومواقفه من الحزب والسياسة الخارجية». وترى المصادر أن التغريدة التي انتقد فيها السبهان «صمت الحكومة والشعب على مشاركة حزب الميليشيا الإرهابي (حزب الله) في حربه على المملكة بتوجيهات من أرباب الإرهاب العالمي»، كما قال، إنما «هي إشارة إلى امتعاض من ميوعة الحكومة بشخص رئيسها، وأكبر تكتّل فيها العونيين، تجاه تمادي الحزب». وتكشف المصادر أن «رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب سامي الجميّل سمعا من السعوديين خلال زيارتهما انتقادات لاذعة لعون». وقد قال السعوديون بصراحة: «لم نكُن نريد لرئيس الجمهورية أن يكون في فريق الرابع عشر من آذار، نحن كنّا نتمنّى أن يقف في الوسط، ولهذا السبب لم نعارض انتخابه». لكن عون، كما قال السعوديون، «فاجأنا. هو يتصرّف وكأنه مرتبط أيديولوجياً بحزب الله، ويدّعي شكلياً أنه على مسافة واحدة من الجميع لتسيير عهده، لكنه بالقلب والجوهر مرتبط ارتباطاً تاماً بالحزب».

إلى ذلك، اعتبر الرئيس ميشال عون أن "الحل في الشرق الأوسط يؤدي إلى حل مسألة سلاح حزب الله" في لبنان، وذلك في حوار لمناسبة مرور سنة على توليه سدة الحكم. وتطرق عون في الحوار الذي أجراه مع رؤساء ومديري تحرير محطات التلفزة اللبنانية في القصر الجمهوري، إلى قضية حصر السلاح بيد الجيش اللبناني، قائلا: "هناك سببان لعدم تولي الجيش وحيدا السلاح في الوطن: السبب الداخلي هو النقص في السلاح كما هناك عجز مالي، ثم إن الدولة اللبنانية وحزب الله ملتزمان بالقرار الدولي 1701". وتحدث عن العلاقة مع سورية، موضحا أنها لم تنقطع وهي مستمرة عبر السفراء، متابعا أنه لم توجه له دعوة رسمية لزيارة سورية حتى الساعة، كما لا يوجد تنسيق مع سورية على مستوى وزاري وهي محصورة بالسفراء.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.