تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: أردوغان للبرزاني: الدماء مسؤوليتك.. أربيل تنتقم وتلغي انتخابات «الإقليم»..ماذا في قراءة المشهد بعد كركوك..؟!!

مصدر الصورة
sns

لم يجد مسعود البرزاني المعزول سياسياً في أربيل، سوى خصومه «المحليين» لإثبات وجوده، فبدا كالمنتقم منهم مع إعلان تأجيل انتخابات «الإقليم». وجاء ذلك في وقت توجّه فيه أردوغان بسلسلة جديدة من الانتقادات إلى أربيل. وأفادت صحيفة الأخبار أنه وفي ظل استعادة القوات العراقية للسيطرة الميدانية على معظم المناطق المتنازع عليها مع «إقليم كردستان»، انطلقت زعامة أربيل «البرزانية» في مسار يهدف إلى تقليص تداعيات أزمة الاستفتاء، ومحاولة لملمة أطراف المشهد السياسي المتفجّر بين مختلف الأطراف الكردية. وبدا هذا المسعى جلياً مع إعلان «مفوضية الانتخابات والاستفتاء في الإقليم»، أمس، تعليق إجراءات عملية الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي كان من المقرر إجراؤها في الأول من تشرين الثاني المقبل.

ووصفت مصادر قيادية في «الاتحاد الوطني الكردستاني»، خطوة رئيس «الإقليم» مسعود البرزاني، بأنّها «طعنة جديدة في الظهر». وأشارت في حديثها للصحيفة، إلى أنّ البرزاني لم يلتزم «الاتفاق الذي أُبرم قبل الاستفتاء» والذي قضى بإجراء الاستفتاء في محافظات «الإقليم» دون المناطق المتنازع عليها، خاصّة كركوك، وذلك في مقابل إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية هناك. وتضيف المصادر أن خطوة البرزاني دليل آخر على «سياسته العائلية في إدارة الإقليم، وحرصه على احتكار التمثيل السياسي بعائلته دون إشراك المكوّنات الأخرى»، موضحةً أن إجراء الانتخابات في هذه الظروف «لا بدّ أن تكون له نتائج عكسية» على البرزاني. وتأسف المصادر لما تصفه بـ«الوقوع في فخّ البرزاني» الذي ربط نجاح مشروعه الانفصالي بـ«التغيير الديموقراطي في الإقليم».

على الصعيد الإقليمي، حضرت تركيا بنحو لافت، أمس، ضمن مشهد الأزمة، من خلال تصريحات متقدّمة لكل من رئيسها ورئيس وزرائها، أردوغان، وبن علي يلدريم. وأعلن أردوغان أنّ «على شعب إقليم شمال العراق» رؤية ما حلّ به نتيجة ممارسات إدارة «الإقليم»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ المساعدات الإنسانية إلى «الإقليم» ستمرّ عبر الحكومة في بغداد. وقال: «بالأمس كنّا ننظر إلى إقليم شمال العراق نظرةً ملؤها المحبة، فيما اليوم نُغلق حدودنا معه، وعلى إدارة الإقليم أن تُجيب عن سبب ذلك لأنها هي من أوصلت المسألة إلى هذه النقطة». بدوره، أعلن رئيس الوزراء التركي دعم بلاده للخطوات التي أقدمت عليها حكومة بغداد، مضيفاً أنّ «تركيا تتطلع إلى إبداء الحكومة العراقية الحساسية اللازمة حيال إعادة تأسيس البنية الديموغرافية لمدينة كركوك، بما يتماشى مع العمق التاريخي لها».

في غضون ذلك، حصر، أمس، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مهمة الإمساك بأمن كركوك بـ«الشرطة المحلية وبإسناد من جهاز مكافحة الإرهاب»، آمراً بـ«منع وجود أي جماعات مسلحة أخرى في المحافظة»، في إشارةٍ إلى رفض بغداد بقاء قوات «البشمركة» (وقوات الحشد الشعبي) في كركوك وفي غيرها في المناطق المتنازع عليها.

ووفقاً لصحيفة الأخبار، فإن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي جاهرت بتأييدها انفصال إقليم كردستان عن الدولة العراقية. وأمس تبيّن أن إسرائيل هي أيضاً الدولة الوحيدة التي أعلنت عن إحباطها في أعقاب استعادة العراق جزءاً كبيراً من أراضيه وإفشال مخطط تقسيمه؛ تلقّت إسرائيل الخسارة كما تلقّاها «انفصاليّو الكرد». وفيما كانت الأنباء الواردة من تل أبيب شبه صامتة في اليومين الماضيين حول الموقف الرسمي من سقوط مشروع «الدولة الكردية»، تبيّن أمس أن جهداً استثنائياً بذله بنيامين نتنياهو لمنع سقوط مشروع التقسيم، والدفع باتجاه تأييد «الكرد» ودعمهم في مواجهة الجيش العراقي.

وذكرت القناة الثانية العبرية أن نتنياهو «وضع الموضوع الكردي على رأس سلم أولوياته»، الأمر الذي قاده إلى سلسلة اتصالات مع عدد كبير من زعماء العالم، في محاولة منه لحثّهم على «مساعدة الكرد في الدفاع عن أنفسهم أمام هجمات الجيش العراقي». وعلى هذه الخلفية تكشف القناة أنه اتصل بالرئيس بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فيما رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شابات موجود في واشنطن لنقل رسالة مشابهة إلى الأميركيين. وشددت القناة أمس، على أنّ نتنياهو ينظر إلى الكرد في شمال العراق على أنهم جبهة غربية متقدمة مقابل إيران، وهو واقع جيوسياسي استراتيجي يفرض على العالم المسارعة إلى مساعدتهم في وجه «الهمجية الإيرانية»!

ميدانياً، أعلن الجيش العراقي، أمس، استكماله عملية «فرض الأمن» في محافظة كركوك والمناطق «المتنازع عليها»، ليُنهي بذلك وجود قوات «البشمركة» في تلك المناطق منذ عام 2014، حينما سقطت مدينة الموصل بيد «داعش»، وغيرها من المساحات الشاسعة من بلاد الرافدين. وقال البيان الذي بثّه التلفزيون الرسمي، إن «عملية فرض الأمن اكتملت بفرض السيطرة على قضاء دبس، وناحية الملتقى، و(مناطق) حقل خباز، وحقل باي حسن الشمالي، وحقل باي حسن الجنوبي».

وكتب عبدالله السناوي في الأخبار: بدا أنّ جميع الأطراف الإقليمية والدولية حسمت أمرها بترك البرزاني وحيداً أمام تقدّم القوات العراقية. باستثناء إسرائيل، لم يؤيّد الاستفتاء على الانفصال أحد، ولم يكن في وسع الدولة العبرية أن تفعل شيئاً؛ على أي أساس راهَنَ البرزاني على تصعيد الأزمة مع الحكومة المركزية ومع الجارين الإقليميين التركي والإيراني؟ هذا السؤال يشغل الأكراد قبل غيرهم. هناك مؤشرات على احتقانات تتصاعد واحتمالات مواجهات بين الفرقاء الأكراد، مع خسارة ما اكتسبوه من أرض أثناء المواجهات مع «داعش»؛ بالعودة إلى أوضاع ٢٠٠٣، خسارة البرزاني لا تُحتمل، وقدرته على البقاء بين قوسين كبيرين؛ ولفت الكاتب إلى تراجع احتمالات تقسيم دول المشرق العربي، وأهمها سورية، وأيّ دول عربية أخرى. تقويض المشروع الانفصالي في العراق يفضي بالتبعية إلى تقويض مماثل لأي مشروعات انفصالية محتملة. كألعاب الدومينو، ما إن يسقط حجر حتى تتبعه أحجار أخرى.

وأضاف أنّ أنّ مشروع التحالف التركي الإيراني العراقي قد يأخذ مدى أوسع بعدما تمكن في وقت قياسي من إجهاض الانفصال الكردي في العراق؛ باليقين، إنّ الدور الإيراني أكبر في حسم الصراع على كركوك، لكنّ تركيا ــ من ناحية استراتيجية ــ ربحت من مثل هذا التحالف؛ كانت إسرائيل الخاسر الأكبر في إجهاض مشروع الانفصال.

وأبرزت الحياة: رئيس الأركان العراقي في الرياض وعودة الرحلات الجوية بين البلدين. وغادر رئيس أركان الجيش العراقي الفريق الركن عثمان الغانمي بغداد أمس، متوجهاً إلى الرياض، فيما استأنفت شركة «ناس» السعودية رحلات الطيران بين البلدين، بعد قطيعة دامت 27 عاماً. وأفادت وزارة الدفاع العراقية في بيان أمس، بأن «الغانمي يرأس وفداً عسكرياً رفيع المستوى، وسيلتقي نظيره رئيس الأركان في القوات المسلحة السعودية الفريق الركن عبدالرحمن بن صالح، الذي وجّه إليه الدعوة خلال زيارته العراق في تموز الماضي».

وأبرزت الشرق الأوسط: «عملية كركوك» تصدّع إقليم كردستان. وذكرت أنه ظهرت ملامح تصدّع في تماسك إقليم كردستان العراق أمس إثر سيطرة قوات الحكومة العراقية و«الحشد الشعبي» على كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها بين بغداد وأربيل، وسط معلومات عن انسحاب قوات «البيشمركة» الكردية إلى حدود حزيران 2014، أي إلى مواقعها السابقة قبل التمدد الكبير لتنظيم داعش وانهيار الجيش العراقي أمامه. وبدت ملامح التصدّع الكردي على وجه الخصوص في داخل «الاتحاد الوطني الكردستاني» الذي انتقد جناح فيه جناحاً آخر يزعم أنه سهّل دخول «الحشد الشعبي» إلى كركوك، فيما تحدث مسؤولون أكراد عن مخاوف من «تغييرات بنيوية» يمكن أن تطرأ على إقليم كردستان.

وكتب عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية: أياً يكن من أمر، فقد تلقت الطموحات القومية الكردية في العراق، بل وفي الإقليم، صفعة قاسية جراء عناد رئيس الإقليم وإدارته الظهر لكل النصائح والمبادرات والوساطات، وعليه اليوم، أن يتوفر على قدر من الشجاعة والجرأة لإعلان ذلك والاعتراف به ودفع ثمنه... عليه أن يفعل ذلك من دون تردد أو إبطاء. وأردف الكاتب أنّ بعض اللاعبين الكرد، ومن خلفهم بعض داعميهم الإقليميين والدوليين، ظنوا أنهم بتسريع وتائر الانفصال عن العراق، إنما يوجهون ضربة قاصمة ومزدوجة،  تستهدف إيران أولاً، وتركيا ثانياً، وتضعف بغداد التي تتحكم بعملية صنع القرار فيها، أحزاب وشخصيات محسوبة على إيران ومقربة منها ثالثاً؛ لكن ما حصل، أن إيران نجحت في رد الصاع صاعين، فهي أمنت لحلفائها في بغداد، بالسياسة والميدان، ما عجزوا عن تحقيقه، بل وما لم يحلموا بتحقيقه. وربما تشكل مآلات الاستفتاء وتداعياته، صورة لطبيعة المعارك التي ستخوضها إدارة ترامب ضد إيران، والكيفية التي ستحسم بها هذه المعارك؛ ولعل التزامن بين هزيمة المشروع الكردي، يعني من ضمن ما يعني، أن إدارة ترامب خسرت أولى معاركها مع إيران قبل أن تخوضها، وربما يعطي ذلك كله، مؤشراً على النتائج الفعلية المحتملة لاستراتيجية ترامب الجديدة حيال إيران.

من جانبها، وصفت افتتاحية صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، ما حصل في مدينة كركوك العراقية خلال اليومين الماضيين بأنه نصر لحلفاء طهران على حلفاء واشنطن، في إشارة إلى سيطرة قوات الحشد الشعبي المدعومة إيرانياً مع قوات حكومية عراقية على المدينة الغنية بالنفط، وانسحاب قوات البيشمركة الكردية من المدينة بلا قتال. وأوضحت أنّ الركائز الأساسية التي قامت عليها سياسة ترامب، الخارجية تعتمد على إعادة بناء علاقات قوية مع حلفاء أمريكا، غير أن ما جرى في شمال العراق مَثَّل أول اختبار حقيقي لهذه الاستراتيجية؛ يمكن بوضوح ملاحظة أن أحد أهم حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، وهم الأكراد، تعرّضوا لهزيمة، الأمر الذي سيدفعهم حتماً إلى إعادة حسابات علاقتهم مع الولايات المتحدة، التي طالما كانوا يعتقدون أنهم ورقتها الرابحة.

ووفقاً لمعهد واشنطن لدراسات الحرب، فإن المليشيات المدعومة من إيران، وقوات عراقية تتمثل بالفرقة التاسعة من الجيش العراقي، شنت هجوماً من عدة محاور على كركوك، وربما استراتيجية تنفيذ هذا الهجوم هي التي ستكون مهمة ومفصلية خلال المرحلة المقبلة. وبحسب المعهد، فإن “الملاحظ أن ما جرى في كركوك من انتصار واضح لحلفاء إيران على حلفاء أمريكا، يأتي بعد أيام قليلة من إعلان الرئيس الأمريكي رفضه التصديق على صفقة الاتفاق النووي التي وقعها سلفه عام 2015، وهو ما سيعطي إشارة غير جيدة لحلفاء أمريكا في الشرق الأوسط وأوروبا؛ بأن واشنطن تخلّت عن أقدم حلفائها في المنطقة وهم الأكراد”. وتتابع الصحيفة: "الإدارة الأمريكية فقدت الكثير من نفوذها السياسي عندما انسحبت في عام 2011 من العراق، ولكن التخلّي عن الأكراد لصالح الشيعة يعمّق الخسائر الأمريكية... وليس أقلها أن ترامب سيجد صعوبة في حشد الحلفاء ضد التوسّع الإيراني بالشرق الأوسط، ختمت الصحيفة افتتاحيتها.

وتساءلت مجلة فورين بوليسي في عددها الأخير عمّا إذا كان الرئيس ترامب سيفعل أي شيء بخصوص الاعتداء على حلفاء أميركا؟ مشيرة إلى أن غضّ الطرف من قبل واشنطن عن تهديد من أسمتها “الميليشيات” المدعومة من إيران لـ”استقرار العراق والمشاركة في قتل آلاف الأميركيين والعراقيين والتسلل إلى المنظومة السياسية العراقية” يجب أن ينتهي على الفور. ورأت المجلة في “الهزيمة الكردية” في كركوك “هزيمة للولايات المتحدة” لكن بإمكان واشنطن “استعادة نشاطها وموطئ قدمها في العراق” من خلال رسم خطوط حمراء في المنطقة لا يسمح لإيران بتجاوزها تحت تهديد التدخل الأميركي ضدّ وكلائها ومصالحها وتحت تهديد تزويد القوات الكردية بالأسلحة والتدريب بحيث تصبح قوة فاعلة تحدث توازناً مع القوة الإيرانية.

وتابعت المجلة الأميركية “يجب على الولايات المتحدة النظر إلى المشهد الأوسع في الشرق الأوسط حيث ينشأ نظام سياسي من وسط ركام الحرب في سورية والعراق فيما يعزز أعداء الولايات المتحدة وجودهم في مستقبل المنطقة” مشيرة إلى أن “ما يتكشف في العراق والشرق الأوسط أكبر بكثير من الاستقلال الكردي، وما يجري سيحدد الجغرافيا السياسية للمنطقة للعقود المقبلة بل إنه سيحدد أيضاً ما إذا كانت الأحداث ستذهب في اتجاه يتلاءم مع مصالح الولايات المتحدة وحلفائها”. وخلصت فورين بوليسي إلى أن “للولايات المتحدة في شمال العراق فرصة لتصعيد اللعبة حيث حان الوقت لإنهاء حالة الإفلات من العقاب التي استفادت منها الميليشيات العراقية الشيعية ورعاتها منذ الانسحاب الأميركي”.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.