تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: العراق: «الحشد» يصل إلى الحدود مجدّداً:

مصدر الصورة
sns

نجح حيدر العبادي في تفريغ محتوى استفتاء الانفصال، بسيطرته على معظم المناطق المتنازع عليها مع «الإقليم»، شارعاً في إعادة بناء العلاقة مع أربيل، على قاعدة دولة عراقية اتحادية، و«الإقليم» جزءٌ منها. الاستفتاء الذي بات من الماضي، بوصف العبادي، يواصل مسعود البرزاني تمسّكه به، مؤكّداً أن ما جرى في كركوك «قرارٌ فردي». اللافت بين التصريحات السياسية وصول «الحشد» مجدّداً إلى الحدود العراقية ــ السورية في مناطق كانت محظورةً عليه سابقاً، ليكون على تماسٍ أكثر مع مناطق النفوذ الأميركي في الشمال الشرقي السوري.

وأفادت صحيفة الأخبار: يبدو أن أبواب بغداد الموصدة أمام أربيل قد فُتحت مجدّداً، و«طاولة الحوار» مع القوى الكردية قد رُتّبت بانتظار دعوة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى «الجلسة الأولى». وأيضاً، بعد تقدّم القوات العراقية في المناطق المتنازع عليها، شمالي البلاد وغربيها ووصول قوات «الحشد الشعبي» إلى الحدود العراقية ــ السورية شمالي شرقي البلاد، لتقابل بذلك مناطق النفوذ الأميركي في الشمال الشرقي، فُتحت جملة من التساؤلات حول ملامح الصراع القائم و«تقاسم نفوذه» في المناطق الحدودية بين محور المقاومة والمحور الأميركي.

عملياً، انتهى العبادي من «تأديب مسعود البرزاني، على خطوته»، بتعبير مصدرٍ حكومي. ورأى رئيس الحكومة، في مؤتمره الأسبوعي، أن «استفتاء الانفصال قد انتهى الآن، وأصبح ماضياً، وحصل في فترةٍ زمنيةٍ ماضية، وانتهت نتائجه»، مضيفاً أن بغداد وأربيل «بحاجة إلى التفاهم على أساس سقف الدستور، وعلى أساس الشراكة الوطنية». ووفق معلومات الصحيفة، فإن العبادي سيحاول في الفترة المقبلة العمل على خطاب دعامته «بناء الدولة»، ويعكس استراتيجيته الجديدة، والمتعلّقة بـ«مرحلة ما بعد داعش». وفي المعلومات أن «بناء الدولة» أساسه «فرض الأمن، وبسط الحكومة يدها على مختلف المناطق»، وهو أمرٌ عجّلته خطوة البرازني «الانفصالية». ميدانياً، كان لافتاً أمس دخول القوات العراقية و«الحشد الشعبي» إلى معبر ربيعة الحدودي مع سورية بعد انسحاب «البشمركة»، وذلك بعد سيطرتها على ناحية بعشيقة، شرقي الموصل.

إلى ذلك، وطبقاً للحياة، تفاقم الخلاف في كردستان أمس، وحمّل رئيسها مسعود بارزاني «طرفاً كردياً» مسؤولية عودة الجيش العراقي إلى كركوك، في إشارة إلى «البيشمركة» التابعة لـ «حزب الاتحاد الوطني» الذي أسّسه الراحل جلال طالباني، وقال الرئيس فؤاد معصوم إن المسؤولية عن الأزمة تقع على عاتق «دعاة الاستفتاء»، وحذّر من «تراكم الخلافات وتحولها صراعات مسلحة»، داعياً إلى الحوار في إطار الدستور والقوانين. وفيما أعاد الجيش العراقي نشر قواته في كل «المناطق المتنازع عليها»، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين في الجيش الأميركي لم تسمهم، قولهم إن واشنطن ليست لديها أدلة على وجود «الحرس الثوري الإيراني» في كركوك.

وكتب محمد خروب في الرأي الأردنية: ليست مُهِمة التصريحات الغاضبة التي تفوح منها رائحة التهديد والوعيد التي يُطلِقها قادة في معسكر برزاني الواقع تحت ضغط المفاجأة والهزيمة السياسية والمعنوية المدوية التي لحقت بمشروعه الانفصالي؛ كذلك ليس مهما ما قاله احد قادة حزب برزاني بان «الحوار مع بغداد.. انتهى» وتبجّحه بأن لدى حزبه القوة لـِ»تدويل» القضية... بعد فقدان كركوك، لان المشهدين الاقليمي والدولي (دع عنك المشهد الكردي نفسه) يشيان بان «الجاني» هو الذي سيدفع الثمن هذه المرة، وهذا ما اكدته الحقائق الميدانية وخريطة التحالفات الجديدة في العراق الآخذة في التشكّل والبروز – على نحو مفاجئ وصادم لبرزاني نفسه، الذي كان دعا كرد الإقليم لانتخابات «رئاسية» وأخرى برلمانية أوائل الشهر الوشيك... فأين هو الآن مِن وَهمٍ آخر.. كهذا؟

وكتبت افتتاحية القدس العربي أنّ سيطرة قوّات الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» على مدينة كركوك، ثم تقدّمها نحو مناطق أخرى ضمن إقليم كردستان، منها سنجار، كشفت معالم اتفاق لحكومة بغداد مع قادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بإشراف إيراني؛ المصادر الكردية تتحدّث عن مشروع يكافأ فيه الاتحاد الوطني الكردستاني على «تعاونه» مع بغداد وطهران بإعطائه دوراً سياسيا وماليّاً في المناطق الكردية التي تسيطر عليها قوّات الحكومة العراقية بحيث يمتد من كركوك إلى حلبجة والسليمانية فيتشكل إقليم كرديّ موال لبغداد وطهران، ويكون هذا الإقليم هو النموذج المطلوب تعميمه على باقي المناطق الكرديّة عبر الانتخابات أو السيطرة العسكرية، ويحصل قادة الاتحاد، من خلال هذه الصفقة على توكيل بإدارة كردستان العراق، وبجزء من أموال نفط كركوك. واضافت الصحيفة: «الاتحاد الكردستاني» خدع حكومة أربيل بموافقته على الاستفتاء ودفع أنصاره للتصويت لصالحه ثم الالتفاف على نتائجه والاتفاق مع حكومة بغداد ضد بارزاني وصولا، على ما يظهر، للتخطيط لإنشاء مشروع كرديّ بديل يعمل على تنفيذ خطط بغداد وطهران في الإقليم.. وهو ليس إلا تكراراً لفصل مأساوي جرى مرّات كثيرة في تاريخ الأكراد وكان سبباً رئيسياً في هزائمهم.

ورأت افتتاحية الوطن العمانية، أنه بسيطرة القوات العراقية على مدينة كركوك بما فيها الحقول النفطية الرئيسية، لا تقضي هذه السيطرة على أحلام الانفصال التي عمل الأعداء على ترسيخها في عقول بعض القيادات الكردية ومن يواليها فحسب، وإنما تؤكد أن وحدة العراق خط أحمر، وتعكس في المقابل ذلك النَّفَس الوطني الوحدوي لدى مكونات الشعب العراقي بمن فيها المكون الكردي، والوعي بأهمية هذه الوحدة التي وحْدَها تتحقق في إطارها الأحلام والطموحات، وأن الانفصال أثبتت عِبَرُ التاريخ وتجاربه أنه عبء يتحول مع مرور الوقت إلى كارثة على مريديه، فيما يجني ثماره الأعداء من تجار الحروب ودعاة الفتن والكراهية الذين عملوا على صناعة قيادات ورعايتها، وغسلوا أدمغتها بمفاهيم ومبادئ وقيم لا تستقيم مع الطبيعة البشرية والإنسانية التي تنزع إلى التراحم والتقارب والتسامح والتكافل والعيش المشترك.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.