تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: روحاني يرد.. ترامب يقرر عدم التصديق على التزام إيران بالاتفاق النووي.. إسرائيل والسعودية ترحبان.. بريطانيا وفرنسا وألمانيا يحذرون.. موسكو تعارض..؟!

مصدر الصورة
sns

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن على الولايات المتحدة الالتزام بالاتفاق النووي، وأن على الجميع قراءة التاريخ بشكل أفضل. وقال: "إن أي خطوة من قبل الجانب الأمريكي تشكل ضربة للاتفاق النووي، وهذا الاتفاق غير قابل للنقاش وعلى الجميع أن يلتزم بتعهداته حيال هذا الاتفاق المتعدد الأطراف". وشدد على أن، "الاتفاق النووي ليس اتفاقا ثنائيا بين إيران والولايات المتحدة، بل اتفاق متعدد الأطراف". ورفض روحاني إجراء تعديلات على الاتفاق الذي أبرم بين الجمهورية الإسلامية والدول الكبرى. واتهم الرئيس الإيراني الولايات المتحدة الأمريكية بإثارة المشاكل في منطقة الشرق الأوسط، وقال: إن "أمريكا التي استخدمت القنبلة النووية وزودت الكيان الإسرائيلي بالأسلحة النووية غير مؤهلة لوقف الانتشار النووي...الولايات المتحدة تلقي القنابل على رؤوس الشعب اليمني المظلوم وتعتدي على المنطقة". وشدد على أنه:  "ليس بإمكان الرئيس الأمريكي إلغاء الاتفاق النووي الذي صادق عليه مجلس الأمن الدولي". وقال روحاني: "طهران ستحترم الاتفاق النووي وتتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية طالما أن الاتفاق يحقق مصالح البلاد.. وخطاب ترامب عبارة عن مجموعة من الشتائم والاتهامات، التي لا أساس لها، ضد الأمة الإيرانية". وجاء خطاب روحاني في أعقاب تصريحات للرئيس ترامب بشأن استراتيجيته الجديدة إزاء إيران، وفقاً لروسيا اليوم.

وأعلن الرئيس ترامب أمس، "عدم التصديق على التزام طهران بالاتفاق النووي"، دون أن يعلن انسحاب الولايات المتحدة منه. وجاء إعلان ترامب، الذي اعتبر "تحولا كبيرا" في السياسة الأمريكية، في كلمة طرح خلالها نهجا أكثر تشددا تجاه إيران وبرامجها النووي وصواريخها الباليستية ودعمها المزعوم للجماعات المتطرفة في المنطقة.

وقال ترامب "بناء على سجل الوقائع الذي عرضته.. أعلن اليوم أننا لا يمكن أن نقدم هذا التصديق ولن نقدمه"، في تحد للقوى العالمية الأخرى التي وقعته، مضيفا أن هدفه هو ضمان عدم حصول إيران على أسلحة نووية. وجدد القول بأن الصفقة مع إيران حول برنامجها النووي كانت الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة. ورأى أن إيران انتهكت بنود الاتفاق النووي عدة مرات، متابعا أن بعض النقاط في الاتفاق النووي تسمح لإيران بتطوير برنامجها النووي وأن الاتفاق أعفى طهران من العقوبات وأعطاها الدعم المالي. وشدد ترامب على أن واشنطن تسعى لوقف البرنامج الصاروخي الإيراني، موضحا أن الكونغرس سيبدأ العمل لوقف برنامج إيران للصواريخ الباليستية. وتحدث عن تدريب إيران لمنفذي هجمات إرهابية ضد المصالح الأمريكية، مضيفا أن "الصواريخ الإيرانية تهدد حلفاءنا في الشرق الأوسط"، معتبرا أن إيران "هي أهم ممولي المنظمات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة وطالبان وتنظيمات أخرى".

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها تجري مراجعة شاملة، بغرض دعم استراتيجية ترامب الجديدة تجاه إيران. وقال المتحدث باسم الوزارة إن المراجعة الشاملة تجري لأنشطة التعاون الأمني ووضع القوات والخطط. وأوضح: "نعمل على تحديد مجالات جديدة للعمل مع الحلفاء للضغط على النظام الإيراني وإنهاء نفوذه المزعزع للاستقرار وكبح استعراضه العدائي للقوة ولاسيما دعمه للجماعات الإرهابية والمتشددين". بدوها، وضعت وزارة الخزانة الأمريكية الحرس الثوري الإيراني على قائمتها للعقوبات. وكانت الوزارة الأمريكية أضافت أربع مؤسسات إيرانية، على قائمة العقوبات، وشملت شركات بينها، صينية على علاقة بصناعة السيارات وأخرى لها علاقة بالاستيراد والتصدير.

ورحبت الحكومة السعودية في بيان بالاستراتيجية التي أعلنها ترامب، تجاه إيران، مشيدة برؤيته في هذا الشأن والتزامه في العمل مع حلفاء واشنطن. ورحب بنيامين نتنياهو بـ”القرار الجريء” الذي اتخذه ترامب لجهة عدم الاقرار بالتزام ايران الاتفاق النووي. وقال نتنياهو بعيد خطاب الرئيس الاميركي “اهنىء الرئيس ترامب بقراره الجريء بمواجهة النظام الارهابي الايراني”. وأشادت الإمارات والبحرين بخطاب ترامب حول الاتفاق النووي الإيراني.

في المقابل، أعلنت الخارجية الروسية عن تمسكها باتفاق إيران النووي، داعية جميع الأطراف إلى الالتزام بهذا الاتفاق. وجاء في بيان للخارجية الروسية ردا على خطاب ترامب، أن استخدام "لغة التهديد" في العلاقات الدولية أمر غير مقبول، مشيرا إلى أن ذلك يعتبر من مخلفات الماضي ولا يتفق مع مبادئ الحوار الحضاري بين الدول. وأكدت الخارجية الروسية أسف موسكو لقرار الرئيس الأمريكي بشأن عدم التصديق على التزام طهران بخطة العمل المشتركة الخاصة ببرنامج إيران النووي، معربة عن أملها في أن هذه الخطوة لن تؤثر بشكل مباشر على سير تنفيذ الاتفاق النووي. وأضافت أن خطوات ترامب لا تتفق مع الاتفاق النووي الإيراني "روحا ونصا". وأشار البيان إلى أن إيران تنفذ بدقة التزاماتها، وهو الأمر الذي تؤكده باستمرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكدت الخارجية الروسية أنه لا يمكن العودة إلى الوضع الذي كان عليه الحال قبل التوصل إلى الاتفاق النووي، مهما كانت قرارات بعض الأطراف المشاركة في الاتفاق، مشيرة إلى أنه لا يمكن الحديث عن استئناف أي عقوبات من قبل مجلس الأمن الدولي.

ورأى نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن من «المقلق للغاية» أن يثير الرئيس الأميركي تساؤلات سُوّيت عند توقيع الاتفاق النووي. وأكد أن «روسيا ترى أن مهمتها الأساسية، الآن، هي منع انهيار الاتفاق النووي»، داعياً جميع الأطراف إلى التمسّك بالاتفاق.

بدورها، أعلنت المفوضة الأوروبية للسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني أنه ليس بيد أي دولة في العالم أن تنهي الاتفاق النووي الإيراني، مؤكدة ضرورة الحفاظ على هذا الاتفاق بشكل جماعي. وقالت ردا على خطاب ترامب: "لا نستطيع كمجتمع دولي أن نسمح بإفشال اتفاق نووي نافذ... ليس اتفاقا ثنائيا.. والمجتمع الدولي، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، أشار بوضوح إلى أن الاتفاق قائم وسيظل قائما"، ولا يمكن إجراء مفاوضات جديدة بشأن الاتفاق النووي مع طهران".

وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران نفذت التزاماتها المتعلقة بالبرنامج النووي، موضحة أن هذا البرنامج يخضع لأشد أنواع المراقبة.

الرد الأبرز على ترامب أتى من شركائه في التوقيع على الاتفاق، في باريس وبرلين ولندن التي أعلنت في بيان مشترك عن "قلقها حيال تداعيات" قرار الرئيس الاميركي رفض الإقرار بالتزام ايران بالاتفاق النووي، مشددة على "تمسكها الحازم" بالاتفاق. في المقابل، أكدت الدول الثلاث أنها «تشاطر الولايات المتحدة قلقها» حيال "برنامج الصواريخ البالستية لإيران وأنشطتها في المنطقة"، مبدية استعدادها لاتخاذ "إجراءات جديدة ملائمة للتعامل مع هذه القضايا بتعاون وثيق مع الولايات المتحدة وجميع الشركاء المعنيين». وخلص البيان بأنه "نتوقع من إيران أن تخوض حواراً بنّاءً لوقف أنشطة زعزعة الاستقرار والعمل من أجل حلول تفاوضية».

وأعلنت فرنسا أن رئيسها إيمانويل ماكرون يدرس التوجه إلى إيران، تلبية لدعوة روحاني، بحيث تكون، إذا تمّت، أول زيارة يقوم بها رئيس دولة، أو حكومة فرنسية، لإيران منذ عام 1971. وقالت الرئاسة الفرنسية إن الرئيسين تشاورا هاتفياً، وذكّر ماكرون بـ«تمسّك فرنسا» بالاتفاق النووي.

وأبرزت صحيفة الأخبار: استعدّوا.. جنون ترامب قادم. وكتبت: ترامب لم يمزّق «النووي».. ويتوعّد بالجنون.. أوروبا تحذّر واشنطن: إلغاء الاتفاق مع إيران يهدّد أمنكم وأمن حلفائكم.. رحّبت السعودية والإمارات والبحرين باستراتيجية ترامب. وأفادت أنه كما كان متوقعاً، أدلى الرئيس ترامب بدلوه، أمس، منذراً باستراتيجية أميركية جديدة تجاه إيران. وفيما تبقى خطوته تجاه «الاتفاق النووي» حالياً ضمن أروقة الكونغرس الذي يدرس كيفية تعديله، بدأ ترامب استراتيجيته بتفعيل عقوبات جديدة ضد طهران تستهدف الحرس الثوري والبرنامج البالستي في سياق مواجهة مجنونة مع نفوذ إيران وحلفائها المتعاظم في المنطقة.

وأوضحت أنّ ترامب لم يخرج عن النص المتوقّع. لم «يمزّق» الاتفاق النووي كما كان يهدّد في حملته الانتخابية. لكنه، في الوقت عينه، فتح الباب أمام إلغائه، من خلال عدم تصديقه على التزام إيران بالاتفاق. خلال إلقائه خطابه المطوّل بشأن الاستراتيجية الأميركية الجديدة تجاه إيران، التي لم تنتهِ إدارته من مراجعتها، على حدّ تعبيره، قال بكل حماسة: «أُعلن اليوم أننا لا يمكننا ولن نمنح تصديقاً (لالتزام إيران بالاتفاق النووي)، لن نواصل مساراً نعرف أن نهايته المزيد من العنف والإرهاب، والتهديد الحقيقي في اختراق إيران النووي»؛ ترامب وجّه، بذلك، ضربة كبرى للاتفاق النووي مع إيران، في تحدّ لقوى عالمية كبرى. ورغم أنه لم يُسقطه، إلا أنه حذّر من أن بلاده قد تنسحب منه بالكامل في نهاية المطاف. وأعلن سياسته في خطاب فصّل فيه نهجاً أكثر مواجهة مع إيران، بسبب برامجها النووية والصاروخية ودعمها لـ«جماعات في الشرق الأوسط»؛ وبعدم إقراره بالتزام طهران بالاتفاق، الموقّع في تموز 2015 بين إيران والدول الست الكبرى، فإن ترامب يضع الكونغرس في خط المواجهة لمعالجة «العديد من نقاط الضعف العميق في الاتفاق». وتدارك الرئيس الأميركي بالقول: «لكن إذا لم نتمكن من إيجاد حلّ من خلال العمل مع الكونغرس وحلفائنا، فإن الاتفاق سينتهي»، مضيفاً أنه «يخضع للتدقيق الدائم، ويمكنني كرئيس إلغاء مشاركتنا في أي وقت».

عملياً، ما قصده الرئيس الاميركي في جملة الاتهامات لإيران هو دور طهران في دعم حلفائها في المنطقة. أصرّ على الاشارة الى قوى المقاومة من حماس الى حزب الله، من دون إغفال النظام السوري، متعاملاً مع فشل جماعاته في تحقيق نتائج على الارض في دول الشرق الاوسط بمثابة انتصار أكيد لإيران وحلفائها. ولم يكن اختياره الحرس الثوري الإيراني، عنواناً جديداً للمواجهة وفرض العقوبات، إلا لتأكيد أن اهتمام واشنطن يتركز اليوم على الساحات التي يعمل فيها الحرس الثوري، وهي بالتأكيد خارج ايران، علماً بأن كل حديثه عن تفاصيل الاتفاق النووي بقي عاماً، ومن دون دلائل، الامر الذي أكدته مواقف بقية العواصم الدولية الموقّعة على الاتفاق، والتي رفضت تقييم إدارة البيت الابيض لتعامل إيران مع بنود الاتفاق.

وأردفت الأخبار بأن مواقف ترامب القوية ضد دور إيران في المنطقة تصبّ في سياق التصعيد الذي بدأ من بضعة أشهر، عندما انطلق قطار إنهاء وجود تنظيم «داعش» وبقية المجموعات الارهابية، وبدء استعادة دول وقوى محور المقاومة المبادرة على أكثر من صعيد، وحيث تعاظمت الخشية لدى اسرائيل من جهة والسعودية من جهة أخرى، علماً بأن ترامب أخذ على الادارة الاميركية السابقة أنها لم تكبح جماح ايران، إلا أنه يعرف أن إيران رفضت على الدوام ربط الحوار حول الملف النووي بكل ملفات المنطقة الخلافية. وهذه المرة، سيواجَه ترامب برفض ايران التفاوض على أيّ من ملفات المنطقة، والتي تبقى هي الاساس في كل سياسات الادارة الاميركية. ولم ينسَ ترامب التذكير بأهمية السلطة المعطاة له كرئيس حيث يمكنه إلغاء الاتفاق النووي. لكن خطوته تترك الجميع بانتظار قرار الكونغرس. وهو بادر الى إطلاق العنان لعقوبات «قاسية» جديدة ضد الحرس الثوري.

إلى ذلك، ووفقاً للأخبار، تناغم الموقف الرسمي الإسرائيلي مع ما ورد في خطاب ترامب، وتحديداً مع ما اعتبر إسرائيلياً فرصة لتصحيح الاتفاق. فهي باتت مواتية إن تمّ البناء عليها بشكل جيد، وسارت الأمور كما هو مخطط لها من دون عراقيل، وإن تأمنت ظروفها وتجاوب المجتمع الدولي مع هذا المسار. في هذه الحالة، قد تؤدي الفرصة التي تحدث عنها نتنياهو، تعقيباً على الاتفاق، إلى ما تطمح اليه إسرائيل. هذه هي خلاصة الموقف الإسرائيلي الرسمي. وحاول نتنياهو أن يقدم في تعقيبه خلاصة التهديدات التي سوف تترتب، بنظر إسرائيل، على بقاء الاتفاق النووي على ما هو عليه، بالقول «إذا بقي الاتفاق من دون تغيير، فهناك أمر واحد أكيد: سيكون للداعمة الأكبر للإرهاب في العالم ترسانة أسلحة نووية، وهذا ضرر كبير لمستقبلنا المشترك»؛ ثم انتقل نتنياهو إلى تقييم الموقف الذي أعلنه ترامب، بالقول إنه «خلق فرصة لتصحيح هذا الاتفاق السيّئ ولكبح الوحشية الإيرانية وإيقاف دعمها للإرهاب». في ضوء ذلك، كان من الطبيعي وصفه لقرار ترامب بـ«الجريء». وختم تعقيبه الذي أدلى به قبل كلمة ترامب، بسبب دخول عطلة يوم السبت وفق الديانة اليهودية، بالتحدث باسم إسرائيل التي «تبارك هذه الفرصة» التي أوجدها ترامب. وتَوجّه إلى «كل حكومة مسؤولة وكل شخص قلق على أمنه وسلامة العالم، عليه فعل ذلك».

وبالطبع لم يفت ديوان رئيس الحكومة التأكيد على أن أنّ تيلرسون اتصل بنتنياهو قبل إعلان ترامب وأطلعه بصورة مفصّلة على الاستراتيجية الأميركية الجديدة في الموضوع الإيراني.

في المقابل، ذهب تقدير وزير الاستخبارات يسرائيل كاتس لخطاب ترامب في اتجاه آخر، ويبدو أنه أراد التعبير عن حقيقة الرهان الإسرائيلي عندما رأى أنه «قد يقود الى حرب». واستند كاتس في تقديره لهذه النتيجة إلى أن ذلك قد يتحقق «بموجب التهديدات الإيرانية»، في إشارة إلى التصلب الإيراني المتوقع، في مقابل التصميم الذي يبديه ترامب على مواصلة نهجه المعلن عنه، وهو ما سوف يؤدي بالنتيجة – بحسب هذا التصور ــ إلى الصدام العسكري المباشر. وليس من المبالغة القول إنّ ما تقدم هو أحد الرهانات الإسرائيلية على هذا المسار، عبر وضع إيران بين خيارين، إما القبول بتعديل الاتفاق وتقديم التنازلات التي تطمح إليها إسرائيل، أو أن تؤدي ديناميكية التصعيد المتبادل والسقوف المرتفعة بين الطرفين إلى نقطة اللاعودة، بحيث يصبح لا بديل من الصدام؛ في السياق نفسه أتى ترحيب وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان بموقف ترامب عدم المصادقة على الاتفاق النووي.

من جهتها، لم تنتظر القناة الثانية انتهاء عطلة السبت، ورأى معلقها للشؤون العربية إيهود يعري أنّ «ما فعله ترامب الآن لم يعالج في الوقت الحالي الاتفاق النووي»، لافتاً إلى أنّ ما فعله بخطابه وبجملة واحدة «وضع إنذاراً»، سواء للديمقراطيين في الكونغرس أو للشركاء الأوروبيين الذين وقّعوا على هذا الاتفاق أيضاً. وخلص يعري إلى أن «الاتفاق النووي بقي ولم يُمَس، وفي الوقت الحالي لم يُدخَل تعديل عليه. هو يريد القيام ببعض التحسينات وتعديل الثغرات، ولذلك يريد فعل ذلك مع الديمقراطيين، حيث هو بحاجة إليهم في مجلس النواب، ويريد فعل ذلك بمشاركة الأوروبيين لكي لا تبقى الولايات المتحدة وحدها». بدوره، تطرق المعلق السياسي في القناة نفسها، أمنون امبرموفيتش، إلى خطاب ترامب الذي وصفه بأنه «أقل من دراماتيكي وأبعد من الحرب»، مشيراً إلى أنه لم يمس بالاتفاق. ورأى أن من الناحية العملية، ما قام به ترامب هو «مواصلة التغريد»، مضيفاً أنه «يغرّد على تويتر وحده، ولكنه لا يقرر وحده، وهو عملياً معزول يتجه نحو تعديلات تقنية، وهو لم يتحدث بأي شيء جوهري».

وعنونت الحياة السعودية: ترامب ينبذ الاتفاق النووي ويعتبر «الحرس» داعماً لـ «الإرهاب». وأفادت أنّ ترامب نبذ «عقيدة» سلفه أوباما حيال إيران، وشنّ هجوماً عنيفاً على نظامها، معتبراً إنه «الداعم الأكبر للإرهاب و «متطرف». ورفض الرئيس المصادقة على الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست، كما أدرجت إدارته «الحرس الثوري» الإيراني على لائحة التنظيمات «الداعمة للإرهاب».

ووصف عبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط القرار الأميركي بأنه شجاع لم نرَ مثله منذ عقدين ويمكن أن يكون بداية تصحيح إقليمية أو على الأقل وقف الزحف الإيراني. بقراره يصحح الرئيس ترامب مجموعة أخطاء اعتبرتها إيران موافقات ضمنية بأن تتمدد وتهدد أمن المنطقة ومصالح الولايات المتحدة أيضاً، في البحرين والعراق واليمن وسورية ولبنان. وهي ظنت أن التراجع الدولي في سورية لها ولحزب الله علامة انتصار جديدة، كما حاولت الاستفادة من الحرب الأميركية مع التحالف ضد «داعش» الإرهابية على أنه يمنحها كل بلاد الرافدين. وأضاف الكاتب: لا نقلل من خطورة قرار ترمب ولا من مضاعفاته على المنطقة. فإن مزق ترامب الاتفاق بشكل كامل وواجه إيران، فقد يفتتح مرحلة أوسع من المواجهة؛ لا توجد مصلحة للعالم في ترك الحرس الثوري الإيراني يعربد في المنطقة؛ تتضح نوايا طهران وإصرارها على تحديها للعالم من معالجتها الخلاف الحالي مع واشنطن. تنازلت الإدارة الأميركية لها في سورية، ورضيت بالإبقاء على نظام حليفها بشار الأسد، مع هذا لم تُبْدِ طهران أي تراجع في أي مكان آخر تخوض فيه حروبها، ولم تعطِ ترمب أي تنازلات في الاتفاق النووي.

وكتبت افتتاحية القدس العربي: أعلن ترامب أمس خطته الاستراتيجية الجديدة حول إيران؛ الخطة، لم تكن «عاصفة»، كما سبق أن قال في وصفها، فهي لا تمزق الاتفاق النووي مع طهران، بل تبقي عليه وتحوّله إلى مجلس النواب الأمريكي لإضافة شروط عليه، ولم يطلب ترامب من الكونغرس أن يعيد العقوبات المفروضة على طهران لأن ذلك كان يساوي إلغاء الاتفاق النووي أصلا. وعلى عكس ما أشيع سابقا حول إمكانية إعلان ترامب الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية فإن الذي حصل هو إعلان الرئيس الأمريكي عقوبات إضافية تستهدف الحرس الثوري. لقد تغلّبت العقلانية على التطرّف. ولفتت الصحيفة إلى أنه ورغم عدم إظهار ترامب اكتراثا بالموقف الأوروبي المعارض لوقف الاتفاق النووي مع إيران فإن اتجاه القادة الأوروبيين يزداد لإعلان الاختلاف عن أجندة ترامب، فهناك قلق أوروبي واضح من أن يؤدي التشدد الأمريكي مع إيران إلى عودتها للعمل على صنع قنابل نووية، إضافة إلى أن هذا التوجّه المتشدد ضد إيران سيزيد موقف كوريا الشمالية تصلّباً ويبعدها عن طاولة المفاوضات.

المواقف الأمريكية العقلانية من إيران، لا يقف وراءها «لوبي» إيراني، بل تستند إلى الحكمة المتولدة من الحصيلة المخيفة لكوارث التدخلات الأمريكية في المنطقة، وخصوصاً في العراق؛ وبعض الدول العربية التي ساهمت في التحريض ضد العراق تحرّض ضد إيران بالطريقة نفسها؛ وكما نزل ترامب عن الشجرة فلم يعلن «عاصفة» فإن إيران أيضاً نزلت بدورها ولم تعد مضطرة لـ»رد ساحق»؛ فهل تجد تلك الدول العربية طريقها للهبوط؟

من جهتها، قالت صحيفة ناشينال إنتريست، إن السياسة الأمريكية الخارجية تفتقر إلى الحكمة والعقلانية تجاه القضايا المعقدة، وأهمها الاتفاق النووي مع إيران.  ووصفت الصحيفة النهج الذي تتبعه واشنطن بأنه يتميز في كثير من الأحيان بـ”أهداف مستحيلة، ودبلوماسية خبيثة، وعدم رغبة في تقديم تنازلات أكثر حتمية في تحقيق النجاح”. ووجهت الصحيفة أصابع الاتهام إلى السياسة الأمريكية، واصفة إياها بأنها “غير واقعية”، مشيرة إلى أن “المسؤولين الأمريكيين يتصرفون في كثير من الأحيان كما لو أن الدبلوماسية هي الشرعية الوحيدة التي تتمثل في وضع قائمة لغايات المطالب القصوى لحكومة أجنبية”. ولفتت النظر إلى أن “هذا السيناريو لعب خلال السنوات الأخيرة في السياسة تجاه كوريا الشمالية دوراً في تعقيد الأمور أكثر وأكثر؛ حيث أصرت واشنطن ومنذ منتصف التسعينيات على أن بيونغ يانغ تتخلى عن برنامجها النووي بأكمله، وهذا لم يكن واقعياً حتى قبل أن تجري كوريا الشمالية عدة تجارب نووية”.

البنتاغون يرغب في امتلاك "صولجان الرب"..

أعلن ألكسندر يمليانوف ممثل وزارة الدفاع الروسية، أن البنتاغون بدأ بصنع أسلحة هجومية مستقبلية خاصة بما يسمى "الضربة العالمية الفورية". وأضاف يمليانوف خلال مؤتمر صحفي روسي- صيني مشترك حول منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية على هامش اجتماعات اللجنة الأولى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الخميس، أن هذه الأسلحة منوط بها مهام مماثلة لمهام القوات النووية الاستراتيجية. وأشار المسؤول إلى احتمال تمتع الولايات المتحدة بالقدرة على توجيه ضربة "تجرد من السلاح" ضد منشآت القوات النووية الاستراتيجية لكل من روسيا والصين، لافتاً إلى أن خطوات البنتاغون هذه تعتبر دليلا آخر على رغبة واشنطن في الإخلال بتوازن القوى القائم في العالم، وفقاً لروسيا اليوم.

يذكر أن منظومات الضربة العالمية الفورية (PGS - Prompt Global Strike) عبارة عن منظومات سلاح غير نووي عالي الدقة، تمكن من ضرب أي هدف في أقل من ساعة واحدة  لحظة اتخاذ القرار، وبغض النظر عن موقعه على الكرة الأرضية. وتستخدم منظومات الضربة العالمية الفورية رؤوسا حربية تقليدية (غير نووية) تركب على الصواريخ الباليستية، فيما أنه من المنتظر أن تزود في المستقبل بالأنظمة الفضائية الحركية التي يطلق عليها "صولجان الرب"، وهي تتمثل في قضبان حديدية يتم تسريعها بشكل كبير وتوجيهها بدقة إلى الهدف المحدد؛ تجدر الإشارة إلى أنه في حالة دخول هذه المنظومة في الخدمة، سيكون من الممكن للولايات المتحدة الاستغناء عن إنشاء قواعد صاروخية خارج أراضيها.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.