تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: الكرملين: التعاون التقني العسكري مع السعودية ليس موجها ضد أحد..؟!

مصدر الصورة
sns

أبرزت الشرق الأوسط، إعلان الدفاع الأميركية "البنتاغون" الجمعة، أن الخارجية الأمريكية وافقت على صفقة محتملة لبيع نظام ثاد الدفاعي المضاد للصواريخ للسعودية قيمتها 15 مليار دولار. وقالت وكالة التعاون الأمني الدفاعي في "البنتاغون" في بيان إن الصفقة "ستدعم الأمن القومي الأميركي ومصالح السياسة الخارجية، وستدعم أمن السعودية ومنطقة الخليج في مواجهة إيران وغيرها والتهديدات الإقليمية الأخرى". وتستخدم منظمة صواريخ ثاد لصد أي هجمات بصواريخ باليستية.

وأعلن الكرملين وفقاً لروسيا اليوم، أن التعاون التقني العسكري بين روسيا والسعودية كان بين المسائل المطروحة على أجندة المفاوضات بين الرئيس بوتين والملك سلمان الخميس. وأكد المتحدث باسم الكرملين، أن الرئيس الروسي والعاهل السعودي ناقشا هذا الموضوع أثناء اجتماع القمة في موسكو، وامتنع عن كشف المزيد من التفاصيل، قائلا إن هذا الموضوع "حساس للغاية". وأفاد ردا على سؤال حول أنباء عن عزم الرياض شراء منظومة "إس-400" الروسية للدفاع الجوي، بأن التعاون الروسي السعودي في المجال التقني العسكري ليس موجها ضد دول أخرى بل يتطور في مصلحة البلدين والاستقرار في الشرق الأوسط. وشدد على أن أي قلق من قبل دول أخرى بشأن هذا التعاون لا أساس له، في إشارة واضحة إلى تصريحات البنتاغون بهذا الخصوص. وأكد أن التعاون التقني العسكري بين روسيا والسعودية سوف يستمر.

ووفقاً لصحيفة الأخبار، خصّص الملك سلمان اليوم الثالث من زيارته لموسكو لاستهداف إيران، معتبراً أن حلّ أزمات اليمن وسورية يتطلّب منها «وقف سياستها التوسعية». وفيما التقى سلمان رئيس الحكومة ديميتري ميدفيديف، قال في كلمة له خلال جلسة المباحثات إن على «إيران الالتزام بمبادئ حسن الجوار، واحترام الأعراف والقوانين الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى». وأكد عزم بلاده «على الدفع بالعلاقات مع روسيا إلى آفاق أرحب»، لافتاً إلى أهمية التعاون بين الجانبين لتحقيق استقرار في أسواق النفط، ومعتبراً أن «جهود بلدينا أثمرت في مجال البترول التوصل لاتفاقية خفض الإنتاج، وتحقيق التوازن بين مصالح المستهلكين والمنتجين». ووقّعت أكبر شركة نفط سعودية، «أرامكو»، مذكرات تفاهم مع كبريات شركات النفط الروسية، وذلك قبل شهر على اجتماع لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، المقرّر أن يناقش خلاله تمديد اتفاق خفض الإنتاج الذي أدى إلى تحسين الأسعار.

وأبرزت الحياة السعودية: الكرملين: التعاون العسكري مع الرياض في مصلحة البلدين وليس موجهاً ضد أحد. ونقلت تأكيد سلمان ارتياحه لنتائج محادثاته مع الرئيس بوتين والمسؤولين الروس، وأشار إلى «توافق في الآراء مع القيادة الروسية»، مشدداً على «العمل لنقل مستوى العلاقات الثنائية إلى شراكة أقوى». وأعلن الكرملين أن التعاون العسكري بين روسيا والسعودية كان بين المسائل المطروحة على أجندة محادثات الملك سلمان مع الرئيس بوتين، مؤكداً أنه «يصب في مصلحة البلدين وليس موجهاً ضد طرف ثالث». إلى ذلك أعلنت مؤسسة «روس أبورون إكسبورت» المسؤولة عن الصادرات العسكرية الروسية أنها وقّعت اتفاقاً مع المملكة لتصنيع البنادق الروسية الشهيرة من طراز «كلاشنيكوف» في المملكة، في تطوّر وصفته أوساط عسكرية بأن له دلالة رمزية كبيرة على الرغبة المشتركة في تعزيز التعاون.

وكتب جهاد الخازن في الحياة: الملك سلمان في موسكو، والمفاوضات بين قادة البلدين تشمل النفط واستثمارات وسورية وغيرها؛ اليوم تؤيد روسيا النظام السوري، وتدخلها عسكرياً في الحرب الأهلية المستمرة جعل النظام يكسب المواجهة حتى الآن. السعودية تؤيد جماعات معارضة للنظام، وهذا الاختلاف بين البلدين يبقى نقطة شائكة تحتاج إلى حل؛ في سورية، هناك حلف غير معلن لروسيا وإيران مع النظام، والسعودية على خلاف كبير مع إيران، التي تتدخل في قضايا عربية داخلية... طبعاً مصر إلى جانب هذه الدول ضد إيران، وضد قطر أيضاً، وهي سند مهم، إلا أن السعودية قد تنجح في إبعاد روسيا عن طمع إيران في لعب دور يفوق حجمها داخل الشرق الأوسط. وأضاف الكاتب: عقد السعودية وروسيا اتفاقات نفطية مع استثمارات مشتركة أخرى نفع كبير للبلدين، وربما استطاعت السعودية أيضاً أن تبعد روسيا عن حلف غير معلن مع إيران في سورية؛ علاقات السعودية مع سورية شهدت في العقود التي تابعتها صعوداً وهبوطاً... الآن عند السعودية خيارات عدة، والملك سلمان وولي عهده قادران على أن يأخذا منها ما ينفع بلدهما والأمة كلها.

في المقابل، اعتبر عبد الباري عطوان في صحيفة رأي اليوم الإلكترونية أنّ زيارة العاهل السعودي التاريخيّة التي كانت الأولى على هذا المُستوى مُنذ تأسيس المملكة قبل 85 عامًا، ما كان أحد يُمكن تصوّر حُدوثها قبل عامين فقط، عندما كان البلدان يَقفان في خَندقين مُتقاتلين في سورية، ولكن الظّروف تَغيّرت، فالسعوديّة باتت تتقبّل بقاء الأسد في قصر المهاجرين في دمشق، وتَعترف باستحالة الحَسم العَسكري، وخفّضت سَقف توقّعاتها إلى الحُصول على ضماناتٍ روسيّةٍ باحتواء النّفوذ الإيراني فيها، والتوصّل إلى تسويةٍ سِلميّةٍ تُعطي المُعارضة دورًا ما في سورية الجديدة. وأضاف الكاتب: الرئيس “الداهية” بوتين يَتحدّث بلُغة المصالح الاستراتيجيّة، ويُريد إقامة تحالفات مع الدّول الرئيسيّة في الشّرق الأوسط (تركيا، إيران، العراق، مصر) على حِساب النّفوذ الأمريكي المُتراجع، وبِما يُؤهّل بلاده لكي تكون لاعبًا قويًّا ورئيسيًّا في إدارة أزمات المِنطقة؛ ومن خلال هذا المَنظور الاستراتيجي يَتطلّع الرئيس بوتين إلى جَلب السعوديّة إلى الخَيمة الروسيّة كآخر حِجارة “الجيسكو” في طُموحاته الشّرق أوسطيّة، ولهذا أعدّ استقبالاً “خُرافيًّا”، وغَير مسبوق، على طُول الطّريق من المطار حتى مَقر العاهل السعودي، مع لافتاتٍ ترحيب بالعربيّة والروسيّة معًا.

إنّها زيارة الصّفقات التجاريّة والسياسيّة معًا،وهناك شَقّان رئيسيان لهذهِ الزّيارة: الأول اقتصادي، ولثاني عسكري، وقد كانت المُفاجأة الكُبرى في مُوافقة روسيا على بَيع السعوديّة مَنظومة صواريخ “إس 400″ الدفاعيّة الجويّة. والبُعد السياسي كان مُهمًّا في هذهِ الزيارة، فالسعوديّة تُريد أمرين: الأول: مَنع اتساع النّفوذ الإيراني في المنطقة، والثاني: البَحث عن مَخرج من الحَرب اليمنيّة التي لم تَنجح “عاصفة الحزم” في حَسمها عَسكريًّا.

واعتبر عطوان أنّ هذهِ الزيارة، وأيًّا كان المَوقف من السعوديّة، تُشكّل تَحوّلاً مُهمًّا في المنطقة، وسياسة الرّياض معًا، فقد كَسرت العديد من “التابوهات”، وعَكست تغييرًا في المَوقف السعودي، وأملته تَحوّلات أبرزها صُعود المِحور الإيراني وحُلفائه، وحَرب الاستنزاف في اليمن، وعدم الوثوق في مِصداقيّة الحليف الأمريكي التاريخي ومُواقفه، والخَوف من قانون “جستا” الأمريكي الابتزازي، ونتائج تطبيقاته الخَطيرة... ونَجزم بأنّ الرئيس ترامب يُراقب هذهِ الزّيارة عن كَثب، وكُل اتفاقيّة تُوقّع على هامِشها، ولا نَعتقد أنه سَيكون سعيدًا في نهاية المَطاف بمِثل هذا التّقارب.

ورأت افتتاحية القدس العربي أنّ «الانعطافة» كانت من السعودية باتجاه روسيا وليس العكس، وبالتالي فإن السخاء السعودي في الصفقات الاقتصادية والعسكرية والسياسية لا يبدو وكأنه يعكس توازناً بين ندّين أكثر مما يعكس تقبّلاً لدور موسكو الشرق أوسطي، في سورية ومصر وليبيا كما في باقي البلدان العربية. وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أشار إلى أن البلدين يتعاونان لتوحيد «المعارضة السورية المعتدلة»، وهو تصريح ترجمه سيرغي لافروف بأن البلدين «يتعاونان في محاربة الإرهاب»، وسواء أخذنا التصريح السعودي أو ترجمته الروسية فإن المضمون يدلّ على تراجع الرياض أمام سطوة موسكو وأجندتها في سورية؛ وفي موازين القوى والمقارنات فإن الأكيد أن روسيا، وليس السعودية، هي الرابح الأكبر من هذه الزيارة، وأن ما قد يبقى من هذه الزيارة هي مقارنة بائسة بين السلّم السعودي الذي تعطّل في أرض مطار موسكو وصواريخ إس 400 الروسية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.