تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: الكرملن يفرش سجّاده لسلمان: كلّ شيء يتغيّر: 25 مشروعا واعداً بين روسيا والسعودية.. وبوتين ســيّد الشـرق الأوسـط..؟!

مصدر الصورة
sns

أكد سيرغي لافروف، أن روسيا والسعودية متفقتان على أن محاربة الإرهاب تمثل أولوية بالنسبة للبلدين. وقال لافروف، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي، عادل الجبير، عقد أمس في موسكو، عقب المحادثات بين الرئيس بوتين، والملك سلمان، إن الزعيمين ركزا، خلال اللقاء بينهما، على كل من سورية والعراق وليبيا واليمن والأزمة الخليجية بالإضافة إلى التسوية الفلسطينية الإسرائيلية. ولفت لافروف إلى أن الملك سلمان قيّم ايجابيا، خلال محادثاته مع بوتين، الجهود المبذولة لتسوية الأزمة السورية في إطار منصة أستانا، فيما شدد بوتين على أن روسيا ترحب بجهود الرياض لتوحيد المعارضة السورية للمشاركة في المفاوضات.

من جانبه، أكد عادل الجبير، أن المباحثات بين بوتين وسلمان كانت "إيجابية وودية وبناءة جدا"، موضحا أن الجانبين بحثا قضايا اقتصادية وثقافية وسياسية والتحديات التي تواجهها المنطقة. وأكد أن الدولتين ملتزمتان بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، قائلا: "نتمسك باحترام سيادة الدول والقانون الدولي ومبدأ عدم التدخل". كما أكد الجبير أن بلاده تعمل بشكل مكثف مع روسيا لتحقيق التسوية في سوريا وتبذل جهودا لتوحيد المعارضة السورية. وقال الجبير: "نعمل مع روسيا عن قرب لتوحيد المعارضة السورية المعتدلة وتوسيع نطاقها لتستطيع دخول العملية السياسية في جنيف". وتابع: "نؤيد مباحثات أستانا وأهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والمؤسسات السورية". كما جدد الجبير موقف بلاده المؤيد لوحدة أراضي العراق وأهمية محاربة الإرهاب. وأضاف: "في اليمن، ندعم جهود المبعوث الدولي والبحث عن تسوية على أساس المبادرة الخليجية والقرارات الدولية".

ونظمت في الكرملين أمس مراسم استقبال الملك سلمان الذي وصل موسكو بأول زيارة لعاهل سعودي إلى روسيا. وأعرب بوتين للملك سلمان عن قناعته بأن هذه الزيارة ستعطي زخما إيجابيا للعلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرا إلى أن أول زيارة لعاهل سعودي إلى روسيا هي حدث رمزي بحد ذاته. وأعاد بوتين إلى الأذهان تاريخ العلاقات الثنائية بين موسكو والرياض، مذكرا بأن الاتحاد السوفيتي كان أول دولة اعترفت بالمملكة العربية السعودية في عام 1926.

من جانبه، أكد الملك سلمان تطلع الرياض إلى تطوير العلاقات مع روسيا لخدمة الاستقرار العالمي. ويحضر اجتماع القمة بين الزعيمين وفدان يضمان كبار المسؤولين. وفي أعقاب الاجتماع المغلق، وصف بوتين مفاوضاته مع الملك سلمان بأنها كانت غنية المضمون ومفصلة ومتسمة بالثقة وتناولت الملفات الثنائية والإقليمية والدولية العديدة. وأشاد الملك السعودي بالمشاعر الودية من قبل روسيا، معربا عن سعادته لزيارة هذه الدولة الصديقة من أجل تعزيز العلاقات بين الشعبين في مختلف المجالات. وأكد سلمان تطابق مواقف الرياض وموسكو إزاء العديد من القضايا الدولية. وشدد على تمسك السعودية بمكافحة الإرهاب والتطرف، وتجفيف منابع تمويلهما، مذكرا بأن الرياض طرحت مبادرة بإنشاء مركز عالمي لمحاربة هذه الظاهرة تحت مظلة الأمم المتحدة وخصصت 110 مليون دولار لتحقيق ذلك. وأشار إلى أهمية الحل السياسي في اليمن، مطالبا إيران بالتخلي عن التدخلات في شؤون دول المنطقة والأنشطة المقوضة للاستقرار الإقليمي.

وتطرق الملك سلمان إلى الملف السوري، حيث أكد ضرورة العمل  على تطبيق بيان جنيف وقرار مجلس الأمن الدولي 2254 من أجل إيجاد حل سياسي يضع حدا للعنف ويضمن الأمن والاستقرار ووحدة أراضي البلاد. وأشار إلى أهمية الحفاظ على وحدة أراضي العراق وتوحيد الجهود الداخلية في سبيل محاربة الإرهاب في هذا البلد. ودعا الملك السعودي الرئيس الروسي إلى زيارة المملكة، وقبل بوتين هذه الدعوة.

وتدرس روسيا والسعودية إمكانية الاستثمار في 25 مشروعا في مجالات عديدة، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وانطلقت، أمس، في العاصمة الروسية، أعمال منتدى الاستثمار الروسي السعودي، بمشاركة واسعة من شركات البلدين، على هامش زيارة الملك سلمان إلى روسيا. وذكرت روسيا اليوم أن موسكو والرياض اتفقتا على وضع خارطة طريق لتنفيذ هذه المشروعات الاستثمارية. كذلك، تم الاتفاق على تأسيس مجموعة عمل ستقوم بمتابعة المشاريع بهدف تجاوز الإجراءات البيروقراطية وتعزيز الاستثمارات. وكشف وزير التجارة والاستثمار السعودي، عن توقيع 7 اتفاقيات بين شركات القطاع الخاص في البلدين، إضافة لمنح 3 تراخيص لشركات روسية لمزاولة أنشطتها على أراضي المملكة. ويسعى البلدان لزيادة التبادل التجاري، الذي من المتوقع أن يتجاوز مستوى الـ10 مليارات دولار في العقد المقبل.

ونقلت صحيفة " كومرسانت" عن مصادر مطلعة، أن روسيا والسعودية قد تبرمان خلال الزيارة الأولى للملك سلمان إلى الكرملين، صفقة أسلحة بقيمة تتجاوز 3 مليارات دولار. وقالت الصحيفة، إن روسيا استعدت لزيارة سلمان بتحضير مجموعة من العقود في مجال التعاون العسكري والتقني، تزيد قيمتها على ثلاثة مليارات دولار؛ ووفقا لمصادر الصحيفة، فستشمل هذه الصفقة توريد عدة أقسام من أنظمة صواريخ مضادة للطائرات من طراز" S-400 تريومف". وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن قلقها من الاهتمام الذي يبديه عدد من حلفاء الولايات المتحدة بمنظومات "إس-400" الصاروخية الروسية للدفاع الجوي. وقالت المتحدثة باسم الوزارة أمس: "إننا نشعر بقلق من شراء بعض حلفائنا لمنظومة إس-400، لأننا شددنا مرارا على أهمية الحفاظ على التطابق العملياتي (لأنظمة الحلفاء) مع أنظمة أسلحة الولايات المتحدة والدول الأخرى في المنطقة وذلك خلال تنفيذ صفقات عسكرية كبيرة خاصة بشراء الأسلحة". وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت تركيا عن التوقيع على صفقة مماثلة، مما أثار أيضا قلق الولايات المتحدة.

ووفقاً لصحيفة الأخبار، فَرشت روسيا سجّادها الأحمر للملك سلمان، واحتفت به على نحو استثنائي يوازي الطابع التاريخي للزيارة الملكية الأولى في تاريخ العلاقات بين الدولتين، والتي استغرقت الكثير من الجهد والوقت لإنجازها، منذ أن لمّح بوتين إليها قبل عامين؛ الطريق من مطار فنوكوفو الدولي إلى وسط موسكو بدا شاهداً على حفاوة الاستقبال. صور الملك سلمان، وعبارات الترحيب باللغتين العربية والروسية، التي امتدت على طول المسار الذي سلكه الموكب الملكي المتخم بالحاشية التي احتلت الفنادق الفخمة المطلّة على الساحة الحمراء، جعلت المواطنين الروس، بما في ذلك الغارقون في هموم الحياة بعيداً عن السياسة، على يقين بأن زيارة ذلك الضيف القادم من صحراء العرب إلى أرض القياصرة ليست عادية.

استثنائية الزيارة لا تقتصر على طابعها الملكي غير المسبوق في تاريخ العلاقات الروسية ــ السعودية، ولا يمكن اختزالها، بطبيعة الحال، بالصفقات المليارية التي أبرمت في سياقها، بل في ما تعكسه من «تحوّل كبير» ــ والتوصيف هنا للوزير سيرغي لافروف ــ لا شك في أنّه يقابل بترقّب متعدد الأطراف عابر للقارات.

ولا شك في أن كافة محللي السياسات، من واشنطن إلى طهران، وبينهما الدول المتأثرة بتحوّلات المشهد الدولي والإقليمي، يعكفون، حالياً، على فك كل الرموز المتصلة بالزيارة الملكية، وما رافقها وسبقها من تصريحات ومواقف، أكثرها غموضاً ما صدر عن الرئيس بوتين، أول من أمس، حين ردّ على سؤال بشأن مستقبل الشراكة الأميركية ــ السعودية، بالقول: «هل يوجد في العالم شيء دائم بشكل مطلق؟». ومن المؤكد أن ما قاله بوتين عشية زيارة سلمان، سيكون له الأثر الكبير في تحليلات المسؤولين الأميركيين، إذ من شأنه أن يطرح تساؤلات جدية حول تحالف السبعين عاماً بين الولايات المتحدة والسعودية، وما يعنيه تجاوز موسكو والرياض لإرهاصات الماضي القريب، الممتدة من الثمانينيات الأفغانية، والتسعينيات الشيشانية... وصولاً إلى الألفية السورية والليبية... الخ.

وأضافت الأخبار أنه  وبصرف النظر عن النتائج السياسية المحتملة للزيارة الملكية، خصوصاً في ظل استمرار التباين في السياسات بين موسكو والرياض حيال الكثير من القضايا الإقليمية ــ ولاسيما في ما يتعلق بالصراع السوري والعلاقات مع إيران ــ فإنّ ثمة إجماعاً على أن ذهاب الملك سلمان إلى موسكو، في هذا التوقيت بالذات، يشي بأن ثمة مرحلة جديدة قد بدأت في العلاقات الثنائية، بعد عقود طويلة من الجمود الذي لم يكن يخرقه سوى التوتر العدائي.

ومع ذلك، رأت الأخبار أنه لا يمكن الجزم بأنّ التحوّل سيكون تلقائياً؛ فالسعودية هي السعودية، وروسيا هي روسيا، والخيارات التحالفية للأولى ما زالت حتى الآن تدور في الفلك الأميركي، والخلافات بشأن الملفات الإقليمية ليست بالسهولة التي تجعل حلّها ممكناً بزيارة ملكية، مهما اتّسمت بها من حرارة. ومع ذلك، فإنّ ثمة قاعدة يبدو أنها باتت تحكم العلاقات العابرة للحدود، تنطلق من مقولة فلاديمير بوتين بأنّ «كل شيء في العالم يتغيّر».

وتحت عنوان: ما بعد موعد الكرملين، كتب غسان شربل رئيس تحرير «الشرق الأوسط»: عوامل كثيرة تدفع لوصف القمة السعودية - الروسية بالحدث الاستثنائي. إنها المرة الأولى التي يدخل فيها عاهل سعودي قصر الكرملين. وبدا واضحاً أن حرص الرئيس بوتين على إحاطة ضيفه بحفاوة غير عادية يعكس رغبة موسكو في أن تشكل الزيارة إشارة الانطلاق في علاقة قوية وعميقة تخدم مصالح البلدين؛ للموعد أهميته أيضاً انطلاقاً من وقائع اقتصادية وسياسية. إننا نتحدث عن الدولتين اللتين تتصدران لائحة الدول المصدرة للنفط. عن دولتين في «مجموعة العشرين» وما يعنيه ذلك اقتصاديا وسياسيا. وليس سراً أن كلاً من الدولتين تدرك أهمية الأخرى وأوراق قوتها؛ لم يعد التطابق في السياسات شرطاً للعلاقات في العالم الحالي. كانت تجربة التعاون السعودي - الروسي لاستقرار سوق النفط أكثر من مشجعة. اكتشف البلدان في العامين الأخيرين أن التبادل التجاري المتواضع بينهما لا يتناسب مع حجم الفرص المتاحة في البلدين اللذين يسعيان إلى تنويع اقتصاديهما وتجاوز مرحلة الإدمان التي يشكلها الاعتماد على النفط وحده؛ كانت الرغبة المشتركة في فتح صفحة جديدة في التعاون واضحة منذ البداية: الحرص الروسي على إنجاح القمة كان ظاهراً؛ الاقتصاد هو المفتاح والمصالح هي الوسادة الحقيقية. لم يعد ممكناً بناء العلاقات على التمنيات أو التلاقي الظرفي على مواقف سياسية؛ كان الموعد في الكرملين استثنائياً. بلدان يستكشفان آفاق التعاون بلغة الأرقام والمصالح المشتركة والرغبة في بناء الجسور. ويبقى الامتحان الأهم هو ما ستحققه العلاقات في مرحلة ما بعد موعد الكرملين.

وكتب سمير عطا الله في الشرق الأوسط أيضاً: مهَّد لافروف أول من أمس، لجدول أعمال القمة السعودية الروسية وأبعادها وأعماقها. ولا شك أنه أكثر من تولى الإعداد لها، من الجانب الروسي، عندما قام أخيراً بزيارة الرياض. ولم تترك العاصمتان مكاناً للتكهّن حول مدى الأهمية التي تعطيانها للِّقاء بين سلمان وبوتين في مرحلة لا يكفي على الإطلاق أن توصف بالتاريخية؛ لعلها القمة الأولى من نوعها بين عاهل سعودي ورئيس روسي. بعد مائة عام على الشيوعية التي رفضت الرياض إلحادها، تبدو العلاقة بين الفريقين اليوم، أقرب إلى الدخول في شراكة كبرى.

وأبرزت العرب الإماراتية: قمة الملك سلمان وبوتين: توافق في ملفات المنطقة ونقلة في التعاون. وأضافت أنّ سلمان ينتقد بشدة زعزعة إيران لأمن المنطقة ويناقش مع الرئيس الروسي مختلف القضايا العالقة في الشرق الأوسط. ووفقاً للصحيفة، انتهت الزيارة التاريخية للملك سلمان لروسيا إلى نتائج نوعية مثلما كان متوقعا، حيث عكست القمة التي جمعت سلمان وبوتين توافقا في الرؤية بشأن أغلب القضايا الإقليمية، وخاصة ما تعلق بحل سياسي للملف السوري الذي ظل طيلة السنوات الماضية مثار اختلاف في التقييم بين الدولتين المؤثرتين فيه. وبدا بشكل جلي أن الطرفين توصلا إلى رؤية مشتركة لدفع الحل السياسي، وصياغة ملامح مرحلة ما بعد الحرب دون إثارة للمسائل الخلافية، وخاصة ما تعلق بوضع الرئيس الأسد. وظهر هذا التوافق بشكل جلي في كلمة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، حين قال إن العاهل السعودي أبدى تقييما إيجابيا لعملية أستانة بشأن تسوية الصراع السوري. وأضاف أن روسيا تؤيد خطوات السعودية لتوحيد المعارضة السورية حتى تستطيع المشاركة في محادثات السلام. وقال مراقبون إنه، ورغم أن روسيا تتجنب إثارة الدور الإيراني في الملف السوري بشكل علني، إلا أن التصريحات القوية للعاهل السعودي ضد هذا الدور تنم عن وجود تفهم روسي واضح لمخاوف الرياض.

وعددت الصحيفة نقاط الاتفاق، وهي؛ رؤى مشتركة للسلام بين العرب وإسرائيل؛ الوحدة الترابية للعراق وسورية؛ تقويض مشروع الإسلام السياسي؛ خفض إنتاج النفط لدعم الأسعار. أما نقاط الاختلاف، فهي؛ مصير الرئيس بشار الأسد؛ دور إيران وميليشياتها في المنطقة؛ مصير حرب اليمن ونتائجها. أماّ الاتفاقات التي تم توقيعها، فهي: صندوق مشترك لاستثمارات الطاقة؛ رخص لعمل الشركات الروسية في السعودية؛ صندوق استثمار مشترك في التكنولوجيا؛ استثمارات سعودية في البنية التحتية الروسية؛ اتفاق للتعاون في إنتاج الكهرباء؛ استثمار مشترك في إنتاج الحبوب؛ اتفاق للتعاون في الطاقة النووية؛ مذكرة للتعاون في استكشاف الفضاء؛ اتفاق تعاون في الصناعات العسكرية؛ مذكرة تفاهم في التنمية البحرية.

وجاءت افتتاحية الخليج الإماراتية، بعنوان: زيارة تاريخية وقمّة استثنائية. وأوضحت: يبقى الأهم في زيارة الملك سلمان إلى روسيا، هو فيما ستحدثه هذه الزيارة على الدور المحوري، الذي تلعبه السعودية وروسيا في إطفاء الحرائق المشتعلة في المنطقة جرّاء الحروب الدائرة فيها منذ سنوات عدّة، وهو دور يعكس مكانة البلدين، وتأثيرهما في الساحتين الإقليمية والدولية.

وتحت عنوان: الملك السعودي يبحث عن بديل لواشنطن، يشير إيغور سوبوتين في "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية إلى أن سياسة ترامب ونفوذ إيران هما من بين أسباب زيارة العاهل السعودي إلى موسكو. ويقول خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية يوري بارمين: "من المهم بالنسبة إلينا دعم هيبة اللاعب الأساس في الشرق الأوسط، والعلاقة مع المملكة تلعب دورا رئيسا في هذا المجال. فحتى الآن تبدو المملكة وروسيا كقوتين إقليميتين على إحداها مواجهة الأخرى. وكان هذا يؤثر في الصورة السلبية لروسيا في الشرق الأوسط. بيد أن تطور الأحداث وبحث المملكة عن نهج جديد تجاه روسيا أصبح يلعب دورا إيجابيا. وهذا يساعدنا في الظهور كقوة عالمية في الشرق الأوسط تحل محل الولايات المتحدة بصورة ما، بعد أن قررت واشنطن تقليص وجودها في المنطقة". لذلك، فإن من مصلحة المملكة تكثيف اتصالاتها بروسيا بعد أن بدأت الولايات المتحدة الانسحاب من المنطقة، وإيران تلعب دورا كبيرا فيها أكبر من عام 2015. وهذان العاملان متداخلان. وقد أدركت المملكة ألا أحد يمكنه مساعدتها في إقامة توازن مع إيران غير روسيا.

واكتسب الرئيس بوتين، لقب "سيد الشرق الأوسط" في الواقع، لأن زعماء المنطقة يتقاطرون تباعا إلى الكرملين، بعدما خاب أملهم بحليفتهم أمريكا، وفقا لوكالة بلومبرغ الدولية، التي اعتبرت الوكالة أن هذا، في كثير من النواحي، خطأ أمريكا نفسها، التي تجبر سياساتها العديد من الشركاء على إعادة التوجه نحو موسكو. وقالت إن الإسرائيليين والأتراك والمصريين والأردنيين كلهم مهدوا بالفعل الطريق إلى الكرملين، على أمل أن يحمي "سيد الشرق الأوسط الجديد" فلاديمير بوتين، مصالحهم ويحل مشاكلهم. وكتبت بلومبرغ، أن الدور الآن للملك السعودي سلمان الذي يعد أول ملك سعودي يزور موسكو وهو على العرش في تاريخ العلاقات بين البلدين. وأوضح المقال، أن الهدف الرئيس من زيارته هو "كبح" إيران التي تعد حليفا وثيقا لروسيا وعدوا لدودا لمعظم دول الخليج.

وحتى الأمس قريب، ذهب كل هؤلاء القادة "لحل مشاكلهم حصرا في واشنطن"، ولكن النفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط ضعف الآن إلى حد كبير، فيما حققت روسيا الكثير من التقدم، على حد قول بلومبرغ.

وأوضحت الوكالة رأيها قائلة: "يتجلى ذلك في نتائج العملية العسكرية الروسية في سورية، التي عززت موقف الرئيس بشار الأسد، على الرغم من إصرار أمريكا على ضرورة عزله"، وقال دينيس روس، إن هذا غير الوضع وتوازن القوى في الشرق الأوسط؛ فقد  نجح بوتين في تحويل روسيا إلى لاعب هام في الشرق الأوسط، وهذا هو السبب في أن زعماء الشرق الأوسط يتوافدون إلى موسكو الواحد تلو الأخر. وقالت بلومبرغ، إن بوتين استطاع بحذاقة أن يوجه السياسة الروسية لتعلب دورا متوازنا في الشرق الأوسط، وأن يبقى على مسافة واحدة من الخلافات المستعرة بين دول وأقطاب المنطقة، ونقلت عن مصدر مقرب من الكرملين قوله إن "بوتين لن يغير موقفه فيما يتعلق بإيران لإرضاء رغبات المملكة العربية السعودية.. وأنّ روسيا تفضل عدم الوقوف إلى جانب أي طرف في الخلافات الإقليمية.

وذكرت الوكالة أن نتنياهو الذي زار روسيا أربع مرات خلال العام والنصف الماضية، فشل أيضا في تغيير وجهة نظر الرئيس الروسي، في آب الماضي. كما رفضت موسكو طلب واشنطن جعل نهر الفرات خطا فاصلا بين القوات الحكومية السورية وقوات المعارضة التي تتمتع بدعم الولايات المتحدة؛ وتعمل روسيا، جنبا إلى جنب مع مصر، كوسيط، في محاولة لوضع حد للصراع الداخلي الفلسطيني المستمر منذ عشر سنوات، ووضع حد للانقسام بين فتح وحماس.

وخلصت بلومبرغ  إلى القول بأن روسيا بدأت بتعزيز مكانتها في الشرق الأوسط، عندما يمم القادة الأمريكيون وجوههم نحو آسيا، فالمجتمع الأمريكي تعب من حروب الشرق الأوسط، وهذه حقيقة يعترف بها أوباما وترامب، على حد قولها. وختمت قائلة: "واشنطن، لا تزال قوة لا غنى عنها في الشرق الأوسط،  لكن تحالفاتها التقليدية في المنطقة ضعفت، وهذا هو السبب الذي يحدو بالزعماء الإقليميين للتحوط والبحث عن بدائل لها. اليوم، كل العيون ترنو إلى الكرملين".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.