تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

اليمن: المفاوضات توقفت وتوجّه إلى إعلان مجلس رئاسي غداً:

           بعد التعثر الذي خيّم على جلسات التفاوض بين القوى السياسية برعاية المبعوث الدولي جمال بن عمر، توقفت المحادثات يوم أمس، في وقتٍ تنقضي فيه اليوم مهلة الأيام الثلاثة التي منحها «أنصار الله» للتوصل إلى حلٍّ للأزمة، ما ينذر باتخاذ الحوثيين «الإجراءات الحاسمة» التي وعدوا بها.

وأفادت صحيفة الأخبار أنّ المهلة التي منحتها جماعة «أنصار الله» للقوى اليمنية، من أجل التوصل إلى حلٍّ لأزمة الفراغ الناتجة من استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح تنتهي اليوم. معطيات اليومين الماضيين تشي بأن الأمور متجهة نحو حلٍّ تقرره الجماعة، يُرجَّح أن يكون مجلساً رئاسياً يعلنه الحوثيون غداً، وذلك تنفيذاً لمقررات المؤتمر الوطني الموسع حول اتخاذ «اللجان الثورية» التابعة للجماعة «إجراءات حاسمة» لإنقاذ البلاد من المجهول. وما يزيد من احتمال تولّي «أنصار الله» أمر السلطة في اليمن، في ظلّ تعليق عمل معظم مؤسسات الدولة منذ أسبوعين، هو توقّف المفاوضات بين القوى السياسية، برعاية المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بن عمر، مساء أمس، في وقتٍ أشار فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى دورٍ لبلاده ضمن هذه المفاوضات. وبعد توقف المحادثات بشأن تفاهمٍ يخرج بحلٍّ لمستقبل السلطة وشكلها في البلاد، قال بن عمر، يوم أمس، إن «الوضع خطير للغاية» وإن «اليمن على حافة الانهيار»، ما يؤشر على أن لا حلول في الأفق المنظور.

رغم ذلك، لم تيأس القوى السياسية من إمكان حصول انفراجة اليوم، حيث أكدت مصادر أن تعليق المفاوضات يوم أمس ليس إيقافاً نهائياً، ولكنه استراحة للتشاور وللمزيد من دراسة الوضع.

في غضون ذلك، أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، خلال لقائه نظيره القطري خالد العطية، عن «امتنانه لما أبدته قطر والأمير والعطية من استعداد للمساعدة»، مضيفاً أنهم «قدموا مساعدات حول اليمن ولجهودنا في الأيام الأخيرة من أجل التوصل الى اتفاق، مع التعديلات الضرورية بالنظر إلى ما يحصل هناك». ورداً على سؤال عن اليمن خلال منتدى استضافته مجلة «أتلانتك» الأميركية، رفض العطية الدخول في التفاصيل، قائلاً «نقوم بمباحثات مكثفة مع شركائنا حول مبادرة مجلس التعاون الخليجي وكيفية تعزيز التوصل الى حل».

ورأت افتتاحية الوطن السعودية أنه مهما فعل الحوثيون لترقيع الخلل الذي أحدثوه في اليمن فلن تنجح محاولاتهم إن لم يلتفتوا إلى الجزئية الأهم المتمثلة في الشرخ الموجود في اليمن حاليا نتيجة استيلائهم على السلطة بقوة السلاح، والقرارات التي أعلنوا عن نيتهم باتخاذها لن تفيد في إحداث توافق يمني أو إعادة الهدوء لكونهم أس المشكلة، ولا خيار من أجل عودة استقرار اليمن إلا بابتعادهم عن السلطة التي اغتصبوها عنوة بتواطؤ أطراف داخلية وأذرع خارجية، أو اندماجهم مع باقي المكونات والتيارات اليمنية، والعمل معهم كفصيل سياسي لا كميليشيات مسلحة ترهب الشعب ومؤسساته... لا بد أن يدرك الحوثيون أن اللغة التي تعيد الاستقرار إلى اليمن هي لغة الحوار والالتزام بالاتفاقات وليست لغة السلاح والإرهاب.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.