محطة أخبار سورية
دعا الدكتور الياس نجمة رئيس مركز الدراسات في القيادة القطرية لحزب البعث إلى إيقاف الضوء الكرنفالي الذي يعطى لرجال الأعمال"، معتبراً "أن القرارات الاقتصادية الكبرى يجب أن يأخذها السياسيون".
واعترف الدكتور إلياس خلال محاضرة عن اقتصاد السوق الاجتماعي في ملتقى البعث الحواري الثاني بطرطوس "بتقصير الجهات المعنية في شرح هذا المفهوم بعد /5/ سنوات على تبنيه"، وقال "إذا كان القديم ليس حلاً فهل التخلي عنه بالكامل هو الحل.. وهل يعني اقتصاد السوق الاجتماعي التخلي عن القطاع العام الذي نعتبره صمام الأمان الاجتماعي للأمة".
وأكد "أن القطاع الخاص عليه واجب اجتماعي لأن عدالة التوزيع تقضي عدم تعاظم الأرباح وبالتالي فإن تخفيض الضرائب عن كبار المستثمرين ذهب لبناء القصور في يعفور".
ودعا نجمة، بحسب "جهينة نيوز"، إلى "إشراك الشعب في التنمية الاجتماعية والتنمية هي النمو المتزايد لقيم الشعب وإشباع الحاجات وتأمين المستلزمات الإنسانية في الصحة والتعليم والغذاء والتوزيع العادل للمكتسبات وثمرات النمو".
وتساءل نجمة "هل امتلك القطاع الخاص لدينا قيماً اجتماعية".. وقال "لقد فشل في ذلك ولكن لا زلنا ننتظر منه هذا الدور وتحمل مسؤولياته.. مطالباً بمنع إنشاء جامعات لغايات ربحية".
وبخصوص النظام الضريبي في سورية قال نجمة "إننا نحابي الأغنياء محاباة كبيرة" مؤكداً "أنه لا يعرف نظاما ضريبيا كهذا فكل موازنات دول العالم تأتي من الضرائب على الأغنياء".
وأضاف "الإيرادات الضريبية في سوري ضعيفة وغير عادلة.. فالضريبة على الرواتب (الناتجة عن قوة العمل) هي /25%/ وفي حين ضريبة الشركات /14%/ وهي ناتجة عن أرباحها".
وأكد "أن القطاع العام نشأ لضرورات اقتصادية وليس لضرورات إيديولوجية مشيراً لوجوده في أكثرية دول العالم الرأسمالية".
واعتبر أن "التعامل مع مفهوم القطاع العام كان قاصراً لجهة شرحه وفهمه رغم الإيجابية الكبيرة في تبنيه"، مضيفاً "كان لدينا تخطيط.. ولكن هل كان لدينا اقتصاد مخطط.. وكان لدينا قطاع خاص وعام.. ولكن كان لدينا إشكالية في نسب النمو التي يجب أن تمتص القوى الوافدة التي تدخل سوق العمل وهي /250/ ألف وظيفة سنوياً.. والسؤال كيف يمكن تأمينها لذلك من الطبيعي أن نطالب باقتصاد السوق الاجتماعي وهو يحتاج لجهد لتفسير مفاهيمه ووضع الشروط والأطر".
ورأى أنه "يوج في التجربة السابقة اختلالات كبيرة.. والمطلوب إعادة النظر بهذه الاختلالات كي تستقيم الأمور من خلال تثبيت دعائم اقتصاد السوق الاجتماعي رغم أن هذه التجربة الوليدة لم تصادف النجاح في بعض الأحيان لكننا نعترف بفشلنا وهذا مهم وحيوي.. فالمواطن يجب أن يتحمل مسؤولية بناء وطنه ولكن يجب احترامه أولاً".
