تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

باريس تستثمر في علاقات دمشق بطهران...

مصدر الصورة
sns - الوطن

باريس تستثمر في علاقات دمشق بطهران... لوموند: احتمال أن يصطحب الرئيس الأسد من طهران الفرنسية رايس 

ما زال الحدث الفرنسي الأبرز الذي يشغل وسائل الإعلام الفرنسية في عطلة الصيف هو قضية الجامعية الفرنسية كلوتيد رايس المعتقلة في إيران، حيث تبث المحطات الفرنسية صورها أمام محكمة الثورة على مدى الساعة، بينما تركزت تغطية القضية في اليومين الماضيين على دور سورية في الوساطة مع إيران الذي سمح بالإفراج عن الفرنسية الإيرانية نازك أفشر التي تعمل في السفارة الفرنسية.

وأفردت الصحف الفرنسية مساحات واسعة للحديث عن دور الرئيس بشار الأسد في الإفراج عن أفشر وفي المفاوضات الرامية لإطلاق سراح رايس، فذكرت صحيفتا «لوفيغارو» و«لوموند» يومي الخميس والجمعة باتصال الرئيس نيكولا ساركوزي بالرئيس الأسد وتوسعت الصحيفتان بتحليل أبعاد الدور السوري في هذا الموضوع، والتذكير بمسيرة إحياء العلاقات السورية - الفرنسية قبل عامين.

وأشارت «لوموند»، اعتماداً على مصادر سورية وفرنسية إلى «احتمال» أن يصطحب الرئيس الأسد من طهران الفرنسية رايس إلى دمشق في حال لم يتم الإفراج عنها قبل زيارته المقررة لتهنئة نظيره محمود أحمدي نجاد، ناسبة إلى مصادر دبلوماسية فرنسية في دمشق قولها: «إن الرئيس الأسد يعمل بهذا الاتجاه».

ورأت الصحيفة أنه في حال تم هذا السيناريو فسيكون "انتصاراً دبلوماسياً لسورية وتأكيداً للأمل الذي تضعه باريس في الصديق السوري".

وعبارة الصديق السوري، استعارتها مراسلة الصحيفة في بيروت من بيان قصر الإليزيه الثلاثاء الماضي، حيث عبر ساركوزي عن «الامتنان» للدول الصديقة، على دعمها في الإفراج عن الإيرانية الفرنسية أفشر وكانت سورية البلد الوحيد الذي يذكر بالاسم في هذا البيان.

وطلب ساركوزي في أول لقاء مع الرئيس الأسد في باريس في 12 تموز 2008 أن تتحدث سورية مع الإيرانيين، وتوضح موقف فرنسا والغرب بشأن الملف النووي الإيراني. وكانت هذه البادرة الفرنسية حينها بداية لرؤية فرنسية مختلفة للعلاقات السورية الإيرانية تقوم على محاولة «الاستثمار» في هذه العلاقات بدلاً من «المراهنة» على فكها، وهذا الاستثمار لا يعني بأي من الأحوال توافقاً فرنسياً سورياً في الشأن الإيراني، فالتباعد في وجهات النظر بين باريس ودمشق بشأن الملف النووي الإيراني ما زال قائماً.

وتتهم باريس طهران بالسعي لتطوير سلاح نووي على حين تعتبر دمشق أن البرنامج الإيراني سلمي، وظهر هذا التباعد السوري الفرنسي في أكثر من مناسبة وفي اللقاءات الرسمية السورية الفرنسية.

ولا تنفي رغبة باريس في الاستثمار في علاقات سورية بإيران، «رغبة» الكثيرين في فرنسا وغيرها في انفصام علاقة دمشق بطهران، ولكن دبلوماسية ساركوزي تفضل منطق «الواقعية السياسية»، الذي يفرض النظر إلى سورية كلاعب إقليمي يمكن الاعتماد عليه في ملفات المنطقة من فلسطين إلى لبنان والعراق وإيران.

ويبدو أن ساركوزي يرغب في إبراز هذا الجانب الذي يؤكد مراهنته على الدور السوري، ومن هنا الشكر و«الامتنان» العلني لـ«البلد الصديق» سورية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.