تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الأسد : أنا كنت أسبح في بحيرة طبرية فكيف أتنازل عنها

مصدر الصورة
BBC

انخفض مستوى بحيرة طبرية منذ عشر سنوات نحو أربعة أمتار، وبعد أن تجاوز الخط الأحمر فإن المستوى الحالي ليس بعيداً عن الخط الأسود فالوصول إليه يعني أن الحياة البحرية والبرية في حوض البحيرة ستصبح في خطر.

إسرائيل احتلت الشاطئ الشرقي للبحيرة في حرب سبعة وستين وتتمسك سورية بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجولان المحتل، أحد المقربين من الرئيس الراحل حافظ الأسد نقله عنه " أنا كنت أسبح في بحيرة طبرية فكيف أتنازل عنها ".

العلماء يقولون إن التسوية السياسية لن تحل المشكلة لأن الدول المشرفة على الأنهار التي تغذي البحيرة لبنان وسورية ومن ثم إسرائيل والأردن كلها تريد المياه للشرب والزراعة. مشكلة الجفاف في المنطقة دفعت الدول للاستفادة من الماء بشكل يومي بدل التفكير في مستقبل البحيرة.

هكذا يصف علماء البيئة المشلكة البيئية في بحيرة طبرية فهم يجمعون على أن الدراسات تشير إلى أن تدهور وضع البحيرة سيستمر.

بحيرة طبريا تقع أسفل هضبة الجولان السوري المحتل وشرق سهول الجليل. جمال حوض البحيرة والطبيعة الخلابة والجو الحار والرطب في الصيف كانت خصائص واضحة لهذه البحيرة.

وتعتمد إسرائيل على المياه الجوفية وعلى بحيرة طبرية مصادر مائية طبيعية لكن طبرية وصلت إلى مرحلة الخطر، ما دفع علماء البيئة إلى إطلاق تحذيرات لترشيد الاستهلاك.

طبرية ونهر الاردن

إلى الجنوب من بحيرة طبرية يخرج نهر الأردن حاملاً الماء إلى غور الأردن ليصب في النهاية في البحر الميت. واقع الحال أنه بسبب الانخفاض الحاد لمستوى بحيرة طبرية فالسلطات الإسرائيلية تستخدم مضخات لدفع المياه للجريان عبر نهر الأردن. إذا ارتفع منسوب البحيرة في يوم ما، فهذه المضخات ستكون بلا فائدة لأن المياه ستسيل لأن مستوى البحيرة سيصبح أعلى من النهر.

قبل عقود كان نهر الأردن يحمل الماء ليروي المناطق الزارعية شرق وغرب النهر، الآن النهر أصبح ضعيف التيار لأن السلطات الإسرائيلية تقلص كميات المياه المتدفقة من بحيرة طبرية عبر سد صغير.

المزارع الفلسطيني يعاني قلة المياه

يمتد نهر الأردن ليكون الحدود الطبيعية بين المملكة الأردنية والضفة الغربية، وهناك المزاعون الفلسطينيون يتأثرون أيضاً من أزمة المياه خاصة أن إسرائيل تتحكم بالمياه الجوفية، ونهر الأردن منطقة عسكرية مغلقة لا يمكن للمزارعين الاستفادة منه.

أحد أكبر البلدات في منطقة الغور هي العوجا وتقع شمالي مدينة أريحا وهناك التقيت مع إبراهيم عواد وهو مزارع فلسطيني يشتري الماء من الشركات الإسرائيلية التي تسيطر حتى على مياه عين العوجا والتي تبعد مئة متر عن أرض إبراهيم الذي قال "مياه النهر ممنوعة علينا وحتى مياه العين نشتريها من إسرائيل التي تغتصب الماء وفي الصيف نعاني من شح المياه بشكل صعب مما يؤدي إلى دمار المحاصيل الزراعية".

المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية تستغل الكمية الأكبر من المياه في الضفة حسب الأمم المتحدة لتترك المزارعين الفلسطينين يعانون.

الأراضي الزراعية وخاصة التي زرعت بالذرة هذا الصيف وبسبب ندرة المياه لن تنتج لهذا قام المزارعون بإطعامها للدواب، فالمزارع الفلسطيني خسر المحصول لتبور الأرض هذا العام.

تبقى المشكلة المائية أحد أخطر المشكلات على المستوى الاستراتيجي طويل الأمد وتأثيرها سيكون أكثر وضوحاً على الأجيال القادمة .

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.