حققت شركة سامسونغ للإلكترونيات مكاسب كبيرة مع مستهل 2024 مع زيادة قدرها عشرة أضعاف في أرباح التشغيل خلال الربع الأول من هذا العام، حيث أدى التوسع في تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى انتعاش أسواق رقائق ذاكرة الكمبيوتر.
وذكرت شركة أشباه الموصلات والهواتف الذكية الكورية الجنوبية العملاقة أن أرباحها التشغيلية من يناير إلى مارس الماضيين، بلغت 6.6 تريليون وون (4.8 مليار دولار)، مقارنة بنحو 465 مليون دولار على أساس سنوي.
وكان الازدهار في الأداء المالي لسامسونغ مدفوعًا في الغالب بالطلب المتزايد على رقائق الذاكرة، وهو اتجاه يُعزى إلى قطاع الذكاء الاصطناعي المزدهر.
وانعكست نتائج الشركة على السوق بشكل فوري مع ارتفاع أسهمها بنسبة 1.6 في المئة خلال تعاملات الثلاثاء، متجاوزة الارتفاع المتواضع للمؤشر القياسي بنسبة 0.5 في المئة.
وقالت سامسونغ إن “الإيرادات ارتفعت بنحو 13 في المئة إلى 71.9 تريليون وون (52 مليار دولار)، مدفوعة بارتفاع أسعار رقائق الذاكرة والمبيعات القوية لهواتفها الذكية الرائدة غالاكسي أس 24.
وبلغت الأرباح التشغيلية من أعمال أشباه الموصلات 1.38 مليار دولار، وهو ما يمثل أول ربح ربع سنوي للقسم منذ الربع الرابع من عام 2022، حيث يواصل سوق الرقائق التعافي من الركود الدوري الذي تفاقم بسبب الجائحة والتوترات التجارية العالمية.
4.8
مليار دولار أرباح الربع الأول من 2024 قياسا بنحو 465 مليون دولار قبل عام
وعلى الرغم من الاعتراف بالتقلبات المحتملة بسبب ديناميكيات الاقتصاد الكلي والتوترات الجيوسياسية، إلا أن الشركة لا تزال متفائلة بشأن النمو المستدام.
وتقول الشركة إن ظروف العمل ستكون إيجابية في النصف الثاني من عام 2024، مدفوعة في المقام الأول بالطلب القوي، لاسيما في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وتوقعت سامسونغ أن يظل سوق شرائح الذاكرة قويا في الأشهر المقبلة، مدفوعا بالتوسع في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مما يزيد الطلب على الشرائح التقليدية المستخدمة في الخوادم والرقائق المتقدمة، بما في ذلك النطاق الترددي العالي (أتش.بي.أم).
وبدأت الشركة فعليا في الإنتاج الضخم لرقاقة أتش.بي.أم، وهي شريحة أتش.بي.أم 3 إي المكونة من 8 طبقات، والمصممة خصيصا لشرائح الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك خطط جارية لبدء إنتاج الإصدار المكون من 12 طبقة خلال الربع الثاني من عام 2024، مما يؤكد التزام سامسونغ بتسخير الفرص التي توفرها ثورة الذكاء الاصطناعي.
وتعتزم سامسونغ التعاون مع شركة زايس الألمانية لصناعة المكونات البصرية في تكنولوجيا الأشعة فوق البنفسجية القصوى والآلات المتطورة التي تستخدم في صناعة المصاهر وإنتاج شرائح الذاكرة.
كما يمكن أن تعزى عودة الربحية إلى الاستثمارات الإستراتيجية للزبائن تحسبا لارتفاع الأسعار في المستقبل، وخاصة في رقائق ناند فلاش ودريم.
ووسط هذا السيناريو المتفائل، تفاءلت شركة أس.كي هاينكس المنافسة لشركة سامسونغ وتوقعت حدوث انتعاش كامل في سوق شرائح الذاكرة، مدفوعًا بالطلب على الذكاء الاصطناعي.
ورغم الأداء المثير للإعجاب، واجهت أعمال الشركة الكورية في مجال الأجهزة المحمولة رياحا معاكسة، حيث بلغت أرباح التشغيل في الربع الأول من العام الحالي 3.51 تريليون وون، بانخفاض عن 3.94 تريليون وون في العام السابق.
وأدت التكاليف المتصاعدة، بما في ذلك ارتفاع أسعار شرائح الذاكرة، إلى الضغط على الهوامش، خاصة في ضوء إطلاق هواتف غالاكسي أس 24.
